الثمانينية عبيدات :” الشماغ يعتبر رمزا من الرموز الوطنية الاردنية ويحتاج تهديبه للدقة”

كنانة نيوز –

يرتبط الشماغ الأردني الاحمر اللواء بالموروث الثقافي والشعبي والتراثي الاردني , ويعتبر واحدا من الرموز الأردنية والتي لها معانٍ ودلالات وطنية , وان لونه الأحمر مرتبط بالنضالات والبطولات التي سطرها الأوائل ممن كان لهم قدم السبق في تأسيس الاردن .

وأنه ومن باب إعتزاز الاردنيات بصورة خاصة بهذا الرمز الأردني , أن قمن بتزيينه وزخرفته , وانه يستعمل كغطاء للرأس سواء للرجال او النساء في مختلف مناطق المملكة , وأكثر ما يون في الارياف الأردنية , ومن بين صور التزيين والزخرفة عملية التهديب للشماغ الأحمر , وبالغالب تكون على زوايا الشماغ كونه مربع الشكل .

ويتخذ الهدب للشماغ أشكالا عديدة , حيث يكون في بعض الحالات والتي تختلف باختلاف نوع الشماغ والمنطقة الجغرافية , فمناطق الشمال تختلف عن مناطق الوسط وعن مناطق الجنوب , وإن كانت جميعها تلتقي عند نقطة وهي تزيين الشماغ الاردني , ويكون الهدب مثل حبة العدس الصغيرة وقد تكون حبة الهدب اكبر في بعض المناطق الأخرى .

”  كنانة نيوز  ” التقت بواحدة ممن لهن الباع الطويل في عملية التهديب وهي الثمانينة الحاجة ترفة بركات عبيدات – ام مهند – التي اشارت الى ان هذه المهنة تحتاج للكثير من العناية والاهتمام والدقة في العمل بسبب ان مساحة العمل به ضيقة نسبيا والتي لا تتعدى في احسن الحالات اكثر من سم واحد – 2سم ,

ولفتت الثمانينية عبيداا الى ان مراحل عملية التهديب تكون بداية بتحضير الشماغ الذي يراد تهديبه ’ وتتم عملية الخياطة والقص على دوائره الأربع بطريقة مرتبة , ومن ثم يتم وضعه بالماء وحسب العادات والتقاليد في كل منطقة والتي تختلف تفاصيلها باختلاف هذه المناطق, وذلك للحفاظ على لون الشماغ حتى لا يصطبغ ويختلط اللون الأبيض مع اللون الأحمر , ومن ثم يتم شراء الخيطان والتي تسمى ب” الشماميط ” القطنية البيضاء والميبرة وهي عبارة عن ابرة كبيرة .

وبينت الثمانينة العبيدات بانه يتم العمل على ” غز ” الشماغ بالخيطان البيضاء على الجهات الاربع , ومن ثم يتم إستكمال الكرات الصغيرة الزخرفية للشماغ حسب ما يطلبه صاحب الشماغ من الهدب , ومن ثم يقمن بعمل اللواحات وتكون بطريقة طابات صغيرة، وبجدلات زخرفية لتزيد الشماغ جمالاً على جمال .

وأوضحت الثمانينية عبيدات بانه يوحد هناك وضعيات عديدة وحسب المرأة التي تقوم بعملية الهدب , الا أن الشائع في قرى الكفارات بلواء بني كنانة ان تتم عملية التهديب من خلال وضعها على الركب وتكون مشدودة بصورة جيدة ومستقيمة , الى جانب وضع الشماغ المراد تهديبه على مساند , الا ان هذه الطريقة متعبة وغير مفضلة لدى الكثيرات .

وزادت الثمانينية عبيدات بانها ومن باب حفظ التراث القديم , قامت بتعليم بناتها وزوجات ابنائها وعدد من جاراتها هذه المهنة والحرفة القديمة , وأنها تشعر بالسعادة والفرح وهي ترى الشماغ وقد تهدب سواء من قبلها او من قبل الفتيات من بناتها او جاراتها , موضحة بانها عملت على تهديب اكثر من 5 آلاف شماغ على إمتداد مسيرتها في هذا المجال ” التهديب ” والتي إمتدت على مدى اكثر من خمس وخمسين عاماً , مثمنة جهود ودعم أسرتها وخاصة زوجها الحاج ابو مهند الذي لم يتوانى للحظة عن تقديم الدعم المادي والعيني لها , وكذا الحال بالنسبة لأبنائها وبناتها .

وختمت الثمانينية العبيدات حديثها بأنها قامت بإهداءء جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين إبن عبد الله الثاني – عريس الاردن – لكل منهما شماغ من باب الوفاء لهم , وتعبيرا عن فرحتها وأسرتها بزفاف سموع الامير حسين , متمنية على الله ان يبارك بهما ويجمع بينهما بخير و يجعل السعادة والمحبة دائمة عليهم جميعا .قد تكون صورة ‏‏٥‏ أشخاص‏