العرس الوطني وليد علي الجراح

قبل عدة سنوات وبدعوة كريمة من احد أصدقائي ذهبت يوما إلى مشاركته في حفل زواجه في مدينة معان وكان حفلا رائعا بدءا من حفاوة الاستقبال وسعة المشاركة والدبكة والفرح والسرور لجميع المشاركين والعشاء (طبعا منسف باللحم البلدي ) شعرت وقتها بأن هذه هي الاعراس الحقيقه والتي يعبر فيها الشخص عن مشاعره بصدق وأمانة مع ان الطريق الصحراوي بهد الحيل والطريق طويل بس النتيجة كنت مبسوط والنقوط للعريس كان بارقام فلكية لان المشاركة حقيقة وشفافه وليست مزيفه والسعادة تغمر الجميع.

تذكرت هذا العرس في هذا الوقت وانا اتابع شاشات التلفاز والمواقع وهي تبث سير العملية الانتخابية التركية ، وهو بمثابة عرس وطني حقيقي ، والذي يشبه عرس اهل معان .

هنا تذكرت العرس الوطني(الانتخابات النيابية في الاردن) ويا حسرتي على هذا العرس في عرسنا الوطني ،الاستقبال سيء حيث يبدأ بالتهديد ،وكيل الاتهامات ، وعدم قبول الرأي والرأي الاخر ،  والنزاعات هنا وهناك .

اما المشاركة بالنسبة المئوية فهي مخزية وأقل من معدلها الطبيعي والي رايح ينتخب تقول رايح على جنازة ابوه ،اما الإعلام  فاغلبه اعلام موجه وغير محايد في تقديم المعلومة ، وهمه الوحيد رفع نسبة التصويت لذلك تاتي النتائج مقلوبة رأسا على عقب وبالتاكيد فإن حرية الرأي والتعبير مقيده والحقيقه مغيبة واخيرا بطلع العريس زي مصيف الغور بدون نقوط ومش مبسوط ودفع مصاريف على الفاضي والعروس غبرة حزينة واه عليك يا وطني.