عدنان نصار يكتب : أحزاب سياسية أردنية: “علاقات عامة ومباركة رسمية” واحزاب دخلت في المعادلة القانونية.. وأخرى تنتظر!

كنانة نيوز –

كتب الزميل عدنان نصار : أحزاب سياسية أردنية: “علاقات عامة ومباركة رسمية” واحزاب دخلت في المعادلة القانونية.. وأخرى تنتظر!

 

يبدو لي أن من حق الناس في دول العالم الثالث أن تتمتع بسلسلة من الازمات والصعوبات، كناتج طبيعي لانعكاس سياسات دولها.. على العكس من الدول المتقدمة التي يشعر فيها الإنسان بالطمأنينة والحقوق، أيضا كناتج طبيعي لانعكاس سياسات دولهم.

اردنيا، يبدو لي أن صعوبات قد واجهت مشاريع أحزاب كانت حتى وقت قريب تسمى أحزاب تحت التأسيس، حتى خرجت من دائرة التأسيس، وانطلقت نحو قراءة المشهد السياسي والحزبي المقبل في الاردن ،والاستعداد بناء على هذه القراءة والرؤيا .

مشروع “حزب العمال” الأردني في بداية مرحلة التأسيس، واجه صعوبات ، لكن اصرار القائمين على الحزب على المضي قدما ،أدى إلى تجاوز مرحلة التأسيس، والدخول مباشرة إلى الشغل الحزبي والسياسي بعد أن عقد حزب العمال مؤتمره، وأعلن عن الحزب رسميا بعد تحقيقه شرط انعقاد المؤتمر بحضور أكثر من نصف الأعضاء المؤسسين (500+1) الاسبوع الماضي .

خرج حزب العمال من دائرة الاستعداد إلى حيز العمل ، ودخل كغيره من الاحزاب في قراءة المرحلة المقبلة ،وكيفية اخضاع الطموح الحزبي  لحزمة من الفلترة، والرقابة، والبحث عن نقاط القوة الاجتماعية المؤثرة وقواعدها، والعمل ضمن إطار هذا الطموح المشروع .

اعلان حزب العمال  رسميا ، يعني انطلاق صفارة الانذار للعمل المبكر، مثل أحزاب سياسية اردنية أخرى تم تحقيق شروط ترخيصها ، ومضت هذه الاحزاب للعمل، وعدم الركون الى عامل الوقت في التحضيرات للمرحلة المقبلة تحديدا فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، كخطوة طبيعية يفرضها الواقع السياسي الاردني، والمناداة ( الرسمية والشعبية) بصوت مرتفع   لضرورة الانخراط في صفوف الاحزاب..، وعلى الرغم من هذه المناداة عانت أحزاب تحت التأسيس من بلوغ هدفها في تأمين (ألف) عضو كشرط اساسي للتقدم للترخيص رسميا، موزع هذا الرقم وايضا حسب شروط رسمية بنسبة وتناسب من فئة الشباب والنساء والمحافظات وصولا إلى الالوية، فثمة أحزاب تجاوزت المعاناة في الرقم المطروح، وبعضهم أعلن عن تأسيس حزب بفضل مباركة وحث رسمي على ما يبدو لتوجيه دفة الانتساب إلى أحزاب دون غيرها ،وهذا معروف جيدا لدى الشارع الشعبي الأردني الذي يمتلك مرارة تجارب سابقة لاحزاب سياسية فشلت حتى في الحفاظ على مقارها، وخرجت من الساحة الحزبية دون ترك اي أثر إيجابي..، هنا لا بد من الإشارة إلى أن الشعب الأردني، بغالبيته مكوناته اصبح ذو خبرة ودراية بالبعد الاستراتيجي للاحزاب والى ماذا تهدف .؟!

حزب الشراكة والانقاذ، (تحت التأسيس) الذي يتسم بصيت جيد جدا من حيث المعارضة في الشارع الأردني، في  برنامجه السياسي ونظامه الداخلي المختلفان نسبيا عن بقية المشاريع الحزبية ..غير أن الحزب ما زال يسعى إلى إعادة تموضع لبلوغ هدف الشرط الرسمي للحصول على الترخيص، ولعل الصعوبات التي تواجه الشراكة والانقاذ هي الأكثر تعقيدا بسبب ما يمكن تسميته “الخوف من النتائج الرسمية” في حال انضمام الناس إلى حزب سياسي لا يروق للدولة الاردنية ..!

حزب العمال، ربما يشكل الرقم الثاني من حيث المعارضة السياسية، غير أن المرونة الذهنية عند المهندس الخفي لبرنامج الحزب الا وهو د.رياض الحروب زوج الأمين العام لحزب العمال د.رولا الفرا ..فما يعرف عن د.الحروب انه احد أبرز صناع الصحافة الورقية في الاردن فهو من أنشأ أسبوعية “شيحان” في بداية الثمانينات، وايضا يومية “العرب اليوم” في العام 1997 ،التي واجهت حرب مع عدة حكومات اردنية بسبب ارتفاع سقفها في التعبير ، إلى أن تم إخراج الصحيفة من السوق الصحفي بعد ثبات ونجاح استمر 18 عاما ..الذهنية المرنة في هندسة حزب العمال، والانحياز إلى تفاصيل الناس واحلامهم دون دغدغة ، نجح الحزب في استقطاب مؤيدين بلغ درجة الجيد..

عموما، ما زالت الساحة الاردنية تشهد تحركات لتأسيس أحزاب اردنية أخرى.. فمثلا يشكل عضو مجلس الاعيان الحالي خالد بكار وعضو مجلس النواب الحالي خالد ابو حسام والوزير الأسبق وليد المصري ثالوثا مشتركا لتأسيس حزب سياسي ، وتحركات مماثلة لرئيس الوزراء السابق مع رجل الأعمال ميشيل الصايغ وآخرين لتأسيس حزب سياسي، والبحث المستمر عن اعضاء لبلوغ هدف الترخيص بعدما أنجز وزير العمل الأسبق نضال البطاينة شرط الترخيص وتم المباركة له رسميا، وكذلك عضو مجلس الاعيان جميل النمري الأمين العام للحزب الديمقراطي الاجتماعي.

في النتيجة، ما أود قوله: ثمة أحزاب سياسية اردنية حققت شروط الترخيص على طريقة “العلاقات العامة ،والمباركة الرسمية” وثمة أحزاب حققت شروطها بفضل “ركوب الموجة” ..وأحزاب حققت شروطها بقناعات سياسية وأيدولوجية  حزبية وكانت قبل 40سنة تعمل “تحت الارض” يوم كان الانتساب للحزب ثمنه عدة سنوات سجن ، واحزاب أخرى سجن انفرادي ..!!

كاتب وصحفي اردني