الذكاء الاصطناعي / وليد علي الجراح

كنانة نيوز –

الذكاء الاصطناعي

وليد علي الجراح –

في النظر الى التطور التكنولوجي وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي يجب أن نشير إلى الصراع بين الحق والباطل والقضايا الأخلاقية و الاخطار التي تواجه البشريه من خلال استخدام هذه التكنولوجيا ، ومن الناحيه الفلسفيه يعرف الحق والباطل بأنهما مفاهيم متعارضه ، فالحق هو ما يتوافق مع القيم الاخلاقيه والمبادئ الصحيحه ، بينما الباطل هو كل ما يتعارض مع تلك القيم والمبادئ.

الذكاء الاصطناعي تقنيه مبهره تمكن الانظمة والاجهزة من التفكير واتخاذ القرارات بطريقة تشبه البشر وعلى الرغم من الفوائد المذهلة التي يقدمها في مجالات الطب والتجارة والاتصالات الا ان هناك مخاطر كبيره تهدد البشرية ومن أبرزها هو فقدان السيطرة على الذكاء الاصطناعي ،حيث انه قادر على تحسين نفسه بشكل مستمر واتخاذ قرارات دون تدخل البشرية يصبح هناك خطر من فقدان السيطره على هذه الانظمه وتطورها بشكل غير مراقب، وقد يؤدي الاعتماد الزائد عليه إلى تهديد وظائف العمل للبشرية .

اضافة الى ذلك هناك مخاوف اخلاقيه تتعلق بتطور هذا النظام والذي لديه القدرة على جمع البيانات الشخصية ومراقبة سلوك الأفراد بشكل دقيق والتي من الممكن استخدام هذه المعلومات بطرق خبيثه لاختراق الخصوصيه والتحكم في حياة الناس.

ومع ذلك لا ينبغي أن ننظر للذكاء الاصطناعي بشكل عام على انه الباطل الذي يجب أن تتخلص منه فهناك جوانب ايجابيه يمكن أن تكون مفيده للبشرية ويمكن استخدامها في تطوير حلول للتحديات العالمية مثل مكافحة الأمراض وتحسين وتعزيز التعليم والتعلم ، لذا من الضروري أن نجد توازن بسن استغلال فوائده والتصدي للتحديات والمخاطر التي يطرحها بوجود اطارات قانونيه واخلاقيه صارمة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق آمنة .

ومن ناحية شرعيه يعتبر الحق مرتبطا بالعدل والحق والأخلاق الصالحة بينما الباطل ينظر له على انه يتعارض مع ذلك وبما أن تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي مبني على اختراق وجمع البيانات الشخصية للافراد وعلى جمع المعلومات فإنه يعتبر اختراقاً للمبادئ والقيم الأخلاقية والخصوصية، ولضبط هذا النظام فعليه أن يوضع داخل إطار إسلامي يحفظ خصوصية الفرد ويحميهاوان يضمن تجنب اي ضرر للبشرية وذلك بعدم التدخل في حرية الارادة البشرية والقدرة على استغلال التكنولوجيا لتوجيه او التاثير على سلوك الأفراد بشكل غير مشروع وعلى أن تكون هناك جهة تتحمل المسؤولية الاجتماعية لضبط هذا النظام .

وفي النهاية فإن الشريعة الإسلامية تحافظ على مصلحة البشرية وتحقيق المصلحه العامة وبالتالي فانها تعزز استخدام التكنولوجيا ضمن إطار العدل والأمان والسلامه والرفاهية الشاملة وفي المقال القادم سوف نذكر ما على الحكومات الإسلامية من واجبات تشريعية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي والتخلص من مخاطره المحتمله.