“الطريق إلى جدارا” أو (أم قيس) حيث يسكنُ الطيبون / للشاعر تركي عبدالغني

كنانـــــة نيوز –
“الطريق إلى جدارا”
أو (أم قيس) حيث يسكنُ الطيبون
للشاعر تركي عبدالغني
غادَرْتُ رأسي.. وَانْحَدَرْتُ يَسارا
أتَفَقَّدُ الخَفَقانَ داراً.. دارا
هِيَ مرةٌ أُخرى.. وتكفي مرةٌ
لأُحِسّ أنّـيَ قد خُلِقْتُ مِرارا
آتي وأرجِعُ.. مِلْءَ حُلْمٍ.. كانَ معْ
نُوّامِهِ.. يتَبادَلُ الأدوارا
 
وَلأنّني المملوءُ نحوكِ أعيُناً
ولأنّكِ الأغلى عَلَيَّ مَزارا
 
أحْنَيْتِ لي الأسْوارَ حتى لا يُظَنّ
بأنّني أتسلّقُ الأسْوارا
 
ووَقَفْتُ كي لا أُجْفِلَ الأبوابَ.. إذْ
هَدأَ الثّرى.. حتى مشيْتُ…. فَثارا
فَبِرغمِ أمْرِ الشوقِ.. إلاّ أنّني
آتٍ إليكِ مُخَيَّراً.. مُخْتارا
 
خمسونَ ألفَ مدينةٍ.. راوَدْنَني
عنْ مُهجتي.. فتَرَكْتُهُنّ عَذارى
يا خمرةً، والله لا يقوى على إدراكِها
مَنْ لمْ يكنْ خَمّارا
 
وأبَيْتِ إلاّ أنْ تكونيَ كأسَها
فأتاكِ حُجّاجُ الجَمالِ سُكارى
وكخافقي في الشوقِ، أنّيَ شاعِرٌ
أنّى تسيرُ به المشاعِرُ.. سارا
 
وكَمُهْجَتي في الحُبِّ ،قهوَتُكِ الصَّبوحُ
جَموحَةٌ، لا تَكْتُمُ الأسرارا
 
لولا القِرى، والنارُ لا تَجْفو البيوتَ
لَقيلَ أهلُكِ يعبدونَ النّارا
 
وَهُمُ الحَوارِيّونَ مُذْ مَرّ المسيحُ
وَمُذْ مررتُ وجدتُهُمْ أنصارا
 
فالآمِنونَ الليلَ.. هُمْ أهْلُ النّهارِ
الواقِفونَ عليكِ لَيْلَ نَهارا
 
لا مِثْلُ كلِّ الناسِ.. حتى أنّهمْ
في أُمِّ قَيْسٍ .. يولَدونَ كِبارا