عزومة العنايا / موسى محمد النعواشي

كنانة نيوز – مقالات –
عزومة العنايا 
موسى محمد النعواشي
العنايا مفردها عنيّة من عني .. وهي فعل ثلاثي ﻻزم .. مصدر عناية .. نقول : عني بأموره.. أي اهتم بها .. وعناه اﻷمر أي شغله وأهمه .. فالعنية تلك التي لها صلة رحم بالرجل ملزم بها واﻻهتمام بأمرها .
درجت العادة على أن نتذكر العنايا في رمضان فنولم لهن .. هل نفعل ذلك ﻷن اﻷجر في رمضان مضاعف..؟ هل نفعل ذلك حتى ﻻ نخرج من دائرة التقاليد..؟ لماذا ﻻ نتذكر العنايا إﻻ في رمضان والعيد..؟ هل نحن في حل من العناية بهن والسؤال عنهن في بواقي اﻷيام..؟
اصطحب أبو محمد أخواته بعد وفاة والده إلى دائرة اﻷراضي وتنازلن عن حصتهن في الميراث .. كرها أو طواعية .. ﻻ فرق .. وبعد أن تمت المؤامرة.. تركهن على قارعة الطريق ينتظرن باص الكوستر ليعدن حزينات مهزومات..
وعندما يهل هلال رمضان .. يبدأ أبو محمد العدة لعزومة العنايا .. ربما ليكفر عن كبيرته التي اقترفها.. يقبلن الدعوة .. تائهات مسامحات.. إﻻ واحدة (عزت عليها نفسها كما يقولون) .. وبعد إصرار لبت الدعوة .. خوفاً من كلام الناس .. ﻻمس الوقت أذان المغرب .. وبدأت صدور المناسف تتهادى.. شمت تلك العزيزة رائحة ﻻ تروق لها .. (فتلصمت بشالها) إنها رائحة الجميد .. ﻻ تروق لها .. واكتفت بتمرات وكوب ماء لتذهب ظمأها وتبتل عروقها التي ما زالت يباساً من فعل أخيها.. فلا أرض ورثت .. وﻻ هنئت بعزومة العنايا .. فصارت (كمعايد القريتين) .. تباً.. وتبت يداك.