ناس بهناها .. وناس بعزاها / رائــد عبدالرحمن حجازي

زريفة منذ ساعات الصباح الباكر تقوم بإيقاظ كنتها سليمة للذهاب لبيت العزاء حيث أن أحد الجيران قد توفاه الله يوم أمس ، ومن حق الجيرة لا بد لزريفة أن تشارك جارتها بأحزانها وأن تقوم بمواساتها .

لكن سليمة قالت لعمتها زريفة : مهو يا عمتي محسن بعده نايم وما بقدرش أدشره لحاله بالدار .

زريفة : ئي لويش بعده نايم ! اقعديه وبنوخظوه معانا .

سليمة : طيب خليني أقعده واطعمه بلاش يجوع هناك ويعمل لينا نومرة قدام النسوان .

زريفة : ولتش اقعديه وهناك ببيت العزا بنطعمه مهو هيتش هيتش بدهم يوزعوا علينا تشعتش (كعك) وحليب ولا رايحة عن بالتش هاي السولافة .

سليمة : لا والله هالسولافة مهي رايحة عن بالي ، بس عاد مش ثقيلة يا عمتي فوق مصيبتهم نحمّلهم حِمل ثاني .

زريفة : ئي ميلة الميلة ولتش مالتش صبحتي بتهذولي مهو طول عمرنا بالعزايات وبالأخص الصبحيات بنفطر تشعتش وحليب عند دار الميت ، أي يالله عاد خلصينا الدنيا اظحت وإنتِ بعدتش بتجقي حتشي .

تصل زريفة لبيت العزاء هي وكنتها سليمة وحفيدها محسن ، ومباشرةً طلبت من ابنة المتوفى أن تقوم بغلي الحليب وتجهيزه مع الكعك بحجة وجود حفيدها معها ، كما طلبت منها بعض الحرامات لتغطية أرجلهن لتكون جلستهن مريحة وعدم إنكشاف أي جزء من سيقانهن .

وهذا ما يحدث الآن . ناس تدافع عن شرف أمة وناس بتغني وبترقص .