حينما تنادي جنين واقدساه .. ترد القدس لبيك جنين/ عدنان الروسان

كنانة نيوز –

كتب عدنان الروسان –
القدس..التمرد الأخلاقي على نكوص الأمة و مراهقتها السياسية في أرذل العمر ، الرومانسية الثورية العادلة و البعد الأخلاقي المتجذر في الوجدان الفلسطيني العربي الإسلامي ، طائر الفينيق الذي يرفض الموت مادامت الأرض محتلة ، و ما دام العدو الصهيوني يتربع على صدر مدينة السلام ، مدينة المآذن ، مدينة الإسراء و المعراج ، مدينة الله التي جعلها اولى القبلتين ، و ذكرها في ايات بينات تضج بالفرج العظيم و بالغضب العارم الآتي اليها ، المدينة التي اذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم و يدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا ، انهم عباد الله أولوا بأس شديد يجوسون خلال الديار ، يخرجون من حيث لا تحتسبون و لا يحتسب بني قريضة و بني قنيقاع ليثأروا لجنين و نابلس يخرجون من كل مكان من قيعان فلسطين من غزة الى صفد
هؤلاء الصقور الذين لا يعرفون الخوف و تأبى نفوسهم أن تغرق في التحليلات و التبريرات و التفسيرات التي امتهنتها الأمة لتبرر ضعفها و خنوعها ، يهبون كل يوم ليذهبوا الى عملهم المقدس كما نذهب نحن الى المقاهي لندخن النرجيلة و كما يذهب الحفاة العراة رعاة الشاه ليتطاولوا في البنيان ، و كما يذهب البرامكة في كل عرصة من عرصات الوطن العربي الكبير ليمارسوا برمكتهم على هارون الرشيد هناك او هاهناك ، يذهب ابناء جنين و القدس من ابناء الثورة الفلسطينية المجيدة من كل فصائل المقاومة ليمارسوا طقوس الحرية و رومانسية الثوار في الدفاع عن الوطن و في تأكيد أن فلسطين لا تموت …
فلسطين من راس الناقورة الى أم الرشراش و من البحر الى النهر تبقى منارة الأمة التي لا تنطفيء جذوة نيرانها و كلما ظن شيلوك أن انطونيو قد وقع بين يديه و استل سكينه لأخذ رطل من لحمه وجد القاضي الذي لا تلين له قناة يدافع عن الحق الإلهي لينقذ المؤمن من براثن تاجر البندقية الذي لا تنام أحقاده ، و اليوم يستل شيلوك خنجره ليقتطع رطلا من لحم الفلسطيني خيري الا أن خيري الذي لم يجد قاضي البندقية الذي دافع عن اطونيو ليدافع عنه  دافع عن نفسه و عن شرف الأمة بنفسه ، و سيسير التاريخ كما هو مرسوم له في أسفار الحق الذي لا يخطيء طريقه و لا يضل من سار في دروبه و ستروى ارض فلسطين بالدماء و من ثم سيغسلها شباب القدس و جنين و نابلس وغزة سبع مرات احداها بالتراب حتى تطهر من الرجس الصهيوني
القدس الأم الرؤوم للفلسطينيين لا يهون لها ان ترى ابناءها يقتلون و تسكت و لا تنادي على المعتصم لأنها تعرف أنه لم يعد موجودا ، و جنين عاصمة الثورة الفلسطينية ، جنين لا تؤمن بالتنسيق الأمني مع المحتل ، و لا تؤمن بسايكس و لا ببيكو و لا تعترف ببلفور و لا بروتشيلد و لا تأبه حتى بنكفور نفسه ، جنين تؤمن بفلسطين عربية ، جنين تؤمن بالفلسطينية التي تحضن شجرة الزيتون بين ذراعيها كأنها تحضن حبيبها ، جنين تؤمن بأن من يفرط بوطنه يفرض بعرضه و يفرط بابناءه و بحاضره و بمستقبله ، جنين تؤمن بأن المعتصم لابد أن يسمع يوما نداءها و ينهض من قبره  و يقول لبيك يا جنين ، لبيك ياحبة الفؤاد و العينين ، لبيك يا دار الشهادة و درب الجنة و سيذهب المعتصم و ستتساقط أحجار الهيكل المزعوم و ستتدفق مياه الأردن طاهرة عذبة تغسل سنابك خيول المعتصم و أرجل المجاهدين و هم يتوجهون من بوابة الفتح الإسلامي الى مضارب صلاح الدين الأيوبي و الى بوابات القدس العتيقة …
الصهاينة المحتلين … الذين كلما أوقدوا نارا للحرب اطفئها الله ، يصرون على اشعال الحرائق و لا يرعوون ، و اليوم تحترق اصابعهم بما صنعت ايديهم ، اليوم نرى أن الغضب الساطع آت و سنمر على الأحزان كما قالت فيروز … اليوم يفرح الفلسطينيون رغم تخلي ذوي القربى عنهم و ” ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على القلب من وقع الحسام المهند ” …
تحية للقدس و تحية لكل حر شريف يدافع عن وطنه في هذا الكون البشري ..