عدنان نصار يكتب: “ميرا” ..أي أدب يدفع بإتجاه الهاوية.؟

كنانة نيوز –
عدنان نصار يكتب:
“ميرا” ..أي أدب يدفع بإتجاه الهاوية.؟
بعض الروايات ،والقصص، وقصائد شعر سمجة، وضعت المثقف الأردني خاصة ، والمتتبع للمشهد الثقافي في الأردن، في أزمة ضمير حادة ، وهي ربما أزمة تضاف إلى ازماتنا الاقتصادية المتفاقمة ..
 
الشارع الأردني الثقافي ،والمتتبع أيضا، عاشوا صدمة أخلاقية بما ورد وانتجته رواية موسومة ب”ميرا” طبعت على نفقة وزارة الثقافة واشرافها..!الغريب وبشكل فاضح ان الرواية تلك ، طبعت وباشراف وزارة الثقافة، دون أي تدخل من قبل الوزارة مطلقا بمراجعة محتوى فصول الرواية المزعومة التي وضعت مشاهد صارخة ومعيبة وعبارات صريحة خلت من اي مضمون أدبي، بقدر ما جاءت بما يمكن لنا ان نسميه بالانحدار الثقافي البشع الذي يجرح ويهين ذائقة الأسر الأردنية، تحت مسمى “تشجيع القراءة” وهو أيضا مشروع قامت عليه وزارة الثقافة ..
 
لست بصدد الحديث عن وزارة الثقافة ، المصابة بالشلل الفكري ، غير اني معني تماما ، بالحديث عن “هرطقات” تندرج تحت مسمى (ثقافية) وهي من ذائقة الثقافة بريئة ولا تمت لها بصلة ..وفي مقدمة المعطيات ، التي جاءت عبر صفحات “ميرا” ، نحس ان ما حدث من افلات من قبضة الرقابة في مؤسسات الدولة اما ان يكون مقصودا ويعبر عن حالة من جس النبض للشارع الشعبي والثقافي ،وإما ان بكون خطأ في التقديرات بين المسموح والممنوع، أو مجرد “هبل ثقافي” اصاب المعنيين في وزارة الثقافة الجهة المخولة بالدعم والموافقة والاجازة..فإذا كان جس نبض وفق التقدير الاولي فهذه مصيبة أخلاقية لا أظن أن الدولة تسمح بها..،وأما التقدير الثاني وقوع الخطأ الفني  فهذا يعني ان وزارة الثقافة “لا تقوم بالواجبات الموكولة إليها بكل صدق وامانة” ..وفي حال ان صح التقدير الثالث “الهبل الثقافي” فهذا يستوجب على وجه السرعة ، إعادة التقييم لكادر الوزارة القيادي، ونسف كل ما له صلة بتعيين “المرضوات”.!
 
نطمح إلى المزيد من العناية الثقافية ،بمنجز ثقافي يليق بالأردن ، ويبتعد عن العراك الساخن مع “ثقافات” لا تتجاوز في موضعها المفردات الهاوية والخاوية التي ترفضها اصلا “حاوية” النفايات..
 
عندما يقبل صانع الكلام وصانع الثقافة لنفسه الشتيمة والسباب ،فهذا يعني انه يبحث عن دور ريادي في “السقوط” ، وعندما يقبل صانع المحتوى الثقافي بالرذيلة، فهذا يعني انه يبحث عن المزيد من الألفاظ البذيئة لينال “قرفها” ..لا يمكن أن تكون الكلمة ،أو المشهد الثقافي فاعلا وراقيا اذا انحدر وخرج عن مسار الذائقة، فحتى “الشتيمة” لها “ادبها” ولها لغتها..غير ان ما يحدث في بعض المفاصل الثقافية على الساحة الأدبية الأردنية، تعدى الممنوع السمج ودخل دائرة المباهاة بالرذيلة والفجور .
 
نحترم الرأي والرأي الاخر ، ونقبل الاختلاف والخلاف البناء، لكن “ميرا” لم تترك لنا فرصة واحدة للدفاع ،بل عززت بدواخل المثقف الملتزم بالقضايا الوطنية المحلية، وقضايا أمته العربية بالتصدي لمثل هذا النوع الفاجر من مسمى “روايات ادبية” تغرز في الجيل الناشيء ثقافة العجز ،والرذيلة، والفسوق، والخروج على القيم الإنسانية والادبية..فاي رواية تلك التي تجيزها وزارة الثقافة تشجع على كل ما ذكر..
 
الوزارة التي لا تحمل قضية ،وتعزز قيم الإنسانية المحلية والعربية والأممية، وجب على وزيرتها الاستقالة فورا ،وكشف الغطاء عن كادر أجاز طباعة رواية غريبة الكلمات ،وفاجرة في الموقف.