ألفُتات/ بقلم صافي خصاونة

كنانة نيوز –

ألفُتات
بقلم : صافي خصاونة
الجميع تقريبا يعرف معنى الفتات فهو ما تكسَّرَ من الشيء وتَساقَطَ نقول فُتَاتُ الْمَائِدَة يعني فَضَلاَت الطَّعَام …
وكثيرا ما نسمع : نحن نعيش على الفتات يعني على البقايا التي عافها بعض الميسورين من الطعام …
تكاد هذه المقولة تصل الى حد الظاهرة في مجتمعاتنا المنهكة من الفساد والاستبداد …
ويعرف الفساد بأنه مجموعة من الأعمال غير النزيهة التي يقوم بها الأشخاص الذين يشغلون مناصب في السلطة لتحقيق مكاسب خاصة …
اما الاستبداد فهو ظاهرة نشأت وتراكمت في تاريخنا الطويل
ورغم المحاولات التي جرت هنا وهناك لاصلاح انظمة الحكم في بعض الأحيان وتزيينه إلا أن الاستفراد بالحكم والسيطرة عليه وتوظيفه لخدمة مصالح فردية مازال جاثما وظاهرا للعيان …
وتعتبر ظاهـرة الفساد من أكثر الظواهر المنتشرة في المجتمعات البشـرية والملازمة للسلوك الإنساني على مر التاريخ …
فرغـم اختلاف وتغير أنظمة الحكم وتطور أنماط حياة البشر غير أنها لا تزال منتشرة بشكل كبير وعلى مستويات ومجـالات متعددة خاصة في الأنظمة الاستبدادية وعلى راسها الانظمة العربية مع الأسف الشديد …
مما سبق نستنتج بأن آفة الفساد على إختلاف مظاهرها تُعد المعوَّق الأكبر لكافة محاولات التقدم والمقوَّض الرئيسي لكافة دعائم التنمية ، مما يجعل آثار الفساد ومخاطره أشد فتكاً وتأثيراً من أي خلل آخر فلا يقتصر دوره المخرب على بعض نواحي الحياة دون البعض الآخر ، بل يمتد إلى شتى نواحي الحياة الاقتصادية والإجتماعية والسياسية وكذلك الاداريه …
وظاهرالفساد الاداري لها جذور عميقة في معظم المجتمعات فهو يمثل نقيضا لكل فئات حقوق الانسان الاساسية كالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من منطلق انتهاكه لكرامة الانسان وحقه في الحياة، كما ويحرمه من تحقيق المساواة واستغلال الفرص وتكافؤها ويتسبب في تعميق التفاوت الطبقي بين افراد المجتمع الواحد بالنظر للرشوة والاختلاس في مؤسسات الدولة
لينتج بالتالي فساداً عائقاً أمام تمتع ابناء المجتمع بحقوقهم حيث يستأثر نفر من المتنفذين بكل شيء على حساب أفراد المجتمع مما يخلق طبقية بغيضة في المجتمع فهؤلاء النفر يعيشون
حياة بذخ وترف بينما الغالبية يعيشون على الفتات ولا حول لهم ولا قوة مكبلين بالظلم والتسلط ، كان الله بالعون …

#صافي_خصاونة