من وحي إعلان إربد مدينة الثقافة العربية / وليد الزعبي

كنانة نيوز – مقالات

من وحي إعلان إربد مدينة الثقافة العربية

بقلم : وليد الزعبي

قمت أمسِ بعمل زيارة ليلية سريعة إلى منطقة تل إربد، حيث تنقلت بين سرايا إربد، ودارة عرار، وبيت النابلسي، وما جذب انتباهي وجود عدد لا بأس به من البيوت القديمة، حيّ جميل يوحي بأصالة عروس الشمال وتجذرها في التاريخ والحضارة.

لكن المتتبع لهذه الأماكن التراثية الثقافية، يلمس حجم الإهمال الرسمي لها، من قمامة في كل مكان وكتابات على الجدران، وعدم وجود حراسة لها لحمايتها من العابثين، أثناء مسيري ونظري إليها، فكرت : لماذا لا يتم العمل على ترميم هذا المكان وتحويله إلى مزار ثقافي مثله مثل شارع الرينبو في عمان، فالمكان جدا مناسب ومساحة مجمع فوعرا الذي يحتل هذا المكان مناسبة لعمل شارع ثقافي تقام فيه جُلّ المناسبات الثقافية، وحقيقة إربد تستحق، فكم أخرجت من مبدعين ومثقفين وشعراء وفنانين، وبدلا من الصرف على الاحتفالات في المدن الرياضية بمناسبة اختيار إربد مدينة للثقافة العربية، أتمنى أن توضع هذه الميزانية في سبيل تطوير منطقة التل وجعلها معلما ثقافيا وتراثيا يؤمه الجميع من كل مكان، فإربد كانت وما زالت وستبقى عروس الشمال النابضة بالمحبة والخير والعطاء والثقافة والفكر.

تخيل عزيزي القارئ لو تم تجهيز هذه الأماكن وعمل فقرات ثقافية من شعر ومسرح وغناء في هذه الساحة كل فترة، وعمل حملة إعلانية واسعة من أجل التعريف بتاريخ المكان وعراقته، لكانت هذه أجمل احتفالية بعاصمة الثقافة، حيث أن الهدف من اختيار أي مدينة عاصمة للثقافة العربية هو تسليط الضوء على تاريخها الثقافي والفكري والتراثي والاجتماعي، لا عمل الاحتفالات وصرف الأموال فقط من أجل الصرف، فالهدف الأسمى هو إعادة إحياء الثقافة في الأجيال الحالية، التي لا تعرف من تاريخ عروس الشمال الثقافي إلا القليل.