“ألق الثقافي” ينظم جلسة ثقافية حول أهمية الترجمة في إثراء الثقافة العربية

كنانة نيوز – نظم ملتقى ألق الثقافي، ضمن نشاطات إربد العاصمة العرية للثقافة 2022، جلسة ثقافية بعنوان: “أهمية الترجمة في إثراء الثقافة العربية” بمشاركة عدد من الباحثين والعاملين في هذا المجال، وبرعاية رئيس بلدية الرمثا أحمد الخزاعلة في مجمع النقابات المهنية بالرمثا.
وأكد الباحث والمترجم أحمد شقيرات أهمية اتقان اللغتين الأصلية للباحث واللغة المترجم منها ليتم الحصول على ترجمة واضحة تسهم بتلبية طموح القارئ للاستفادة منها بالشكل المطلوب.
وأضاف في ورقته حول الوثائق والكلمات العثمانية التي دخلت اللغة العربية، أن التحقق من ذلك يكلف الباحث أحيانا وقتا وجهدا كبيرا، مشيرا الى أن الأرشيف العثماني يملك 150 مليون وثيقة، وأنه أمضى أربعة شهور لتيحقق من أصل كلمة واحدة كونه باحثا في هذا المجال.
وبين أن اللغة العثمانية القديمة تختلف عن اللغة التركية الحديثة، مستشهدا بالعديد من الكلمات والألفاظ لتوضيحها كيف كانت وكيف أصبحت.
وعرف الباحث إسماعيل أبو البندورة، الذي ترجم عدة كتب من اللغة البوسنية الى اللغة العربية، بأن الترجمة هي أحد الأنشطة البشرية التي وجدت منذ القدم وتهدف الى تفسير المعاني التي تتضمنها النصوص وتحويلها من احدى اللغات الى لغة أخرى مع المحافظة على روح النص.
وأكد ان الترجمة هي وسيلة للتطور والنهوض بالمجتمعات الإنسانية، مبينا أن الحضارة الاسلامية والعربية كانت في اوج عظمتها عندما أخذت الترجمة نمطا مؤسساتيا في عهد الخليفة العباسي المأمون لأنه كان يرسل المترجمين الى مختلف أصقاع العالم لنقل الأبحاث العلمية والترجمة والتأليف الى اللغة العرية والاستفادة منها.
وبين أهمية دار الحكمة في بغداد زمن العباسيين، الذي كان مركز اشعاع علمي وتنويري لاهتمامه في جمع أفضل العقول والعلماء والباحثين لنقل المعارف والمؤلفات واطلاع الناس عليها، مؤكدا دور الترجمة في تعزيز التواصل بين المجتمعات الإنسانية على مر الدهر.
وعرضت الإعلامية والباحثة حمدة الزعبي لمراحل تطور الترجمة خلال العصور الماضية ودورها في رفد واثراء الثقافة العربي، مشيرة الى انها بدايةً كانت من خلال الاهتمام بالتعارف الى الشعوب المجاورة للحضارة الإسلامية والعربية، ثم توسعت بإرساليات العلم الى بلاد فارس والصين والهند وغيرها.
وبينت أن الترجمة ازدهرت عند العرب في نهاية العصر الاموي وبداية العصر العباسي، اذ تم الاهتمام بالمترجمين وتعيينهم في بلاط الدولة واغداق الأموال عليهم لتصبح بغداد حاضرة علمية للعالم أجمع.
وأشارت الى اهتمام العرب بترجمة عديد الكتب، بنقلها من الثقافة واللغة اليونانية و الفارسية والهندية والصينية الى اللغة العربية مثل كتب: كليلة ودمنة لعبدالله بن المقفع وألف ليلة وليلة ورباعيات الخيام والالياذة والأوديسا التي ظهر منها عشرات الترجمات.
وبينت أهمية السبق للحضارة العربية في الترجمة اذ انها عملت في هذا المجال ونقلت علوم الاخرين الى العربية في القرن الثاني عشر فيما تم ترجمتها الى الإنجليزية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ثم ترجمت فيما بعد من الإنجليزية الى اللغات الأخرى، واستفادت منها الحضارات والثقافات العالمية المختلفة.
وأكد رئيس المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة للعام
2022 المهندس منذر البطاينة أهمية عقد مثل هذه الأنشطة الثقافية لتعزيز التواصل مع ثقافات الحضارات الاخرى والتي تحقق النمو والارتقاء للجيمع.
وخلصت الجلسة التي أدارها الكاتب صالح حمدوني، من رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد، الى عدد من التوصيات، أهمها الدعوة لزيادة اهتمام المعنيين بالثقافة الوطنية من خلال مأسسة صنعة الترجمة، وانشاء مديرية أو دار للترجمة، لتكون بشكل منتظم واختيار الكتب والأبحاث والمؤلفات المهمة في مختلف مجالات الحياة من أجل رفد ثقافتنا بالشكل المطلوب.
كما دعى المشاركون في الجلسة الى توحيد المصطلحات في الترجمة حتى يسهل فهمها على جميع من يتناولها من مختلف دولنا وبيئاتنا العربية إضافة الى زيادة الاهتمام بنشر المواد الأدبية المترجمة في مجلات وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى والصحف اليومية لتشجيعهم على الاستمرار بالترجمة، ونقل علوم ومعارف الاخرين لثقافتنا بهدف الاستفادة منها واثراء اللغة أيضا.
ودعت الجلسة الجهات المسؤولة الى اشراك المترجمين في مؤتمرات وورش عمل خارج الأردني للاطلاع على ثقافات الاخرين ومد جسور التعاون معهم في مجال الترجمة للتعريف بنتاجنا الثقافي ونقل المؤلفات والمعارف والمستجدات عند الشعوب الأخرى الى ثقافتنا.
وفي نهاية الجلسة كرم الخزاعلة المشاركين بتسليمهم دروع ملتقى ألق الثقافي لجهودهم في انجاح الجلسة وخدمة الأنشطة الثقافية في الرمثا.
قد تكون صورة ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
قد تكون صورة ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
قد تكون صورة ‏‏‏٥‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يقفون‏‏