قصيدة ” قُدّاس الحزن” للشاعرة التونسية لمياء المجيد

كنانة نيوز – ثقافة – هاشم عبدالغني –
قصيدة ” قُدّاس الحزن” للشاعرة التونسية” لمياء المجيد ” التي قرأتها في الدورة السابعة لأيام الفنون بدار الثقافة قي مدينة قليبية ، ملتقى حوار الفنون ، تحت شعار – الأدب بين الذكرى والفنون والحقوق – الدورة التي عُقدت يومي 11و12 -أذار- 2022م.
 
قُدّاس الحزن
هنّ الهلال
هنّ الشّمس، هنّ الغزال
هنّ غنجٌ يسبي
عند العهود والمواثيق
هنّ الرّجال
هنّ همس الهواء
ترنيمة السّواقي
تنهيدة النّار
رائحة الخبز
دمعة السّماء
هنّ ابتسامة السّنابل
ثغر الأزاهر
رقص البلابل
لٱلئ الٱلهة
تضيء المساء
هنّ الحبالى، الثّكالى
على أرض الجذور الشّريدة
بين وقع صدى الكلمات الكئيبة
حقول الأماني
جبال الرّكام
تغنّين الحياة ٱنبثاقا
من غبراء السّديم
سهد اللّيالي
هنّ تباريح الفقد
تختنقن بالدّمع
عند العوز
جوع الولد
ينتفي عندهنّ انتماءٌ إلى البلد…!
هنّ يَعبُبن المرّ و العجرم
معلّقات في مهبّ الخوف
في رحلات العذاب
يُدْمِنّ القيام فجر القصيدة
تصرفهنّ المفاتيح
خارج دستور الوطن
هنّ أسفلت الشّوارع
حطب المواقد
الأحمر يسيل
حين تنعدم ألوان المزارع
نذرن للرّحمان صوما
عن الوجود أبديّا
تركن أهلا في الدّيار
يذرفون الدّمع شجيّا
من الحلم السّاكن في قرار الوردة
من الطّين المضمّخ بالفجيعة
من الحبّ المُترَعِ حزنا و دمعا
هديرٌ عاصف
يأتي على العفن
يقصف موت الماضي
في الٱتي… من الزّمن
بين الصّدى… و النّداء…
ننام كثيرا
نستيقظ على إيقاع الرّهبة
عزف اللّوعة
نعود نغنّي
نغنّي قليلا
مع كلّ إيقاع جديد و لحن
نقيم من الحزن قُدّاسًا
مرفوعا إلى الوطن،
السّاكن في تُخُوم الظّلم
مرفرفا وِشاحا
مَقامَ العلم
ماتت القافية…
لأننّا بلا ذاكرة…
بلا ذاكرة…
لمياء المجيد – تونس