سد الوحدة ..في مواجهة مصير مجهول

كنانه نيوز –

نتيجة لتوالي سنوات الجفاف وتأثر المنطقة بحالات من التغيرات المناخية , وقلة روافده المائية , فقد بات منسوب سد الوحدة الذي يقع على الحدود الاردنية – السورية الشمالية بوادي اليرموك في ادنى مستوياته ومتواضعة جدا, في الوقت الذي كانت فيه بحيرته تمتد لمسافات كبيرة وواسعة , ولا زال ورغم انه يقع في منطقة عسكرية وحدودية العديد من المزارعين يقومون بالذهاب لمزارعهم والعناية بها باوقات محددة وفق تصاريح خاصة تعطى لهم من قبل الجهات المعنيـــة .

وأشار النائب الاسبق صلاح محمد الزعبي الى ان السد يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ان وصل مخزونه لغاية شهر تموز الماضي نحو 50 مليون متر مكعب , الا انه تم افراغه من قبل الجهات المعنية لاسباب لا زالت طي الكتمان , ويعاني من حالة من الجفاف وخالٍ من المياه , وانه وخلال عمليات الحفر من الجانب الاردني عُثِر على نبع ماء عذب يوفر نحو 22 مليون متر مكعب من المياه بصورة سنوية ,تغطي احتياجات نصف محافظة اربد من المياه , الا انه تم تحويل سيرها لتصب في خارج بحيرة السد وتتدفق في مجرى نهر اليرموك دون ان يستفيد منها احد لا مزارعاً ولا سداً .

وحذر النائب السابق الزعبي من المستقبل المجهول الذي سيواجه السد خاصة في ظل هذه الظروف التي نشهدها من إنحباس في الامطار وغيرها من العوامل , مطالبا بتشكيل لجنة متخصصة للكشف على السد بصورة عامة وعلى نبع المياه بصورة خاصة , لمعرفة امكانية الاستفادة منه سواء لغايات الشرب او الزراعة , موضحا بانه تم مخاطفة الجهات المعنية بهذا الأمر قبل سنوات الا انه لم يتلقَ أي إجابة منها بهذا الخصوص .

وقال الزعبي ان السد الذي انتهي من انشائه في العام 2007 يوفر 110 ملايين م3 مكعب من مياه الامطار ونهر اليرموك، مشيرا الى انه كان يخزن سنويا نحو 60 الى 70 مليون م3 , مشيراً الى ان مياه السد لا يستفيد منها مزارعو ولا مواطنو اللواء برغم أن اللواء من اكثر الوية المحافظة معاناة من نقص المياه صيفا، الى جانب اشتهاره بالزراعة.

وعلى ذات السياق قالت الأمين العام لسلطة وادي الأردن منار محاسنة بأن مخزون المياه في السد متواضع جدا، لكنه لن يؤثر على استمرارية تزويد شركة “مياهنا” ومحطة وادي العرب والمزارعين بالمياه لغايات الشرب والري.

وأكدت المحاسنة في تصريحات صحفية على ان السد من اكبر السدود في المملكة، ويبلغ طاقته التخزينية 110 الف متر مكعب، مشيره الى ان هناك مصادر معززة للسد كقناة الملك عبدالله ، وآبار المخيبة وكميات المياه المتفق عليها من معاهدة السلام (طبريا).

وأوضحت المحاسنة بان السلطة وبالتعاون مع وزارة المياه بدأت بتأهيل آبار المخيبة ، والاستفادة من الكميات الاضافية من معاهدة السلام، والتي من شانها الحفاظ على تزويد المواطنين بمياه الشرب خلال الفترة القادمة , مشيرة الى أن تقنين كميات المياه التي يجري توزيعها للمزارعين، وخصوصا للمزروعات الصيفية بعد تدني مخزون المياه في السدود لإعطاء الأولوية للشرب.

ويهدف السد الذي يقع بين الاردن وسوريا ويقع على نهر اليرموك بطول 110 متر طولي وبطاقة تخزيزينة تبلغ 110 مليون مترمكعب من المياه في المرحلة الثانية , لتزويد الأردن بالماء، سواء للاستهلاك البشري وللزراعة، وقد مول البناء الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنسبة 80 %، وصندوق أبو ظبي للتنمية بنسبة 10 % وحكومة الأردن بنسبة 10 %.

والجدير بالاشارة اليه بان السد قد افتتح في شباط (فبراير) 2004 بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد، وقد شيدته شركة Ozaltin التركية 60 % منه، في حين نُفذت الـ40 % المتبقية من شركة مروان الكردي والشركة الوطنية للطرق والجسور.

وأقيم السد في منطقة المقارن على الحدود الأردنية السورية للاستفادة من مياه نهر اليرموك والينابيع والأودية في المنطقة، وصمم من الخرسانة المدحولة، ويهدف لتزويد 30 مليون م3 من المياه سنوياً لريّ الأراضي الزراعية، وتزويد العاصمة بـ50 مليون م3 من مياه الشرب، بالإضافة لتوليد طاقة كهربائية بمعدل 18.800 ميجاواط/ ساعة.

ويبلغ ارتفاعه 96 م وبطول أقصاه 485 م، وبلغ حجم الحفريات فيه اكثر من 2.5 مليون م3، وكمية الخرسانة المدحولة 1.4 مليون م3.

 

لا يتوفر وصف للصورة.

لا يتوفر وصف للصورة.