الدكتور الملاعبة :”بات من الاهمية بمكان حماية محمية الضاحك بالبادية الاردنية الشمالية من العبث “

كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات

تعتبر الصحراء الاردنية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها شاهدة على حضارات تاريخية سادت في تلك المنطقة , وأنها غنية بالمناظر الطبيعية التي نحتتها الطبيعة بتروٍ وعلى مهل لتشكل لوحة جمالية أخاذة ولا أجمل .

كنانه نيوز التقت مع قيصر الصحراء الدكتور احمد الملاعبة الاستاذ في الجامعة الهاشمية الذي تحدث عن هذه اللوحات الجمالية , مبينأ بأن غراميل الطبيعية هي عبارة عن منحوتات من التماثيل الجميلة تقع في الطرف الجنوبي من البادية الاردنية الشمالية الشرقية والتي تبعد حوالي ال 100 كيلو متر عن العاصمة عمان حيث تبرز الأرض بياضا ناصعا فيه تشكيلات طبيعية نادرة تشكلت عبر ملايين السنين في منطقة : الضاحك (أو الضاحكية – أو فيضة الضاحك) بالقرب من الحدود الاردنية – السعودية عند حدود العمري .

ولفت الدكتور الملاعبة الى أن الضاحك أو الصحراء الأردنية البيضاء : بياض الصخر الطباشري الذي تمرد على حافة الصخرالاسمر البازلتي وبرز على هيئة قبة بيضاء من صخور تكوين (وادي الشلالة) الطباشيري من العصر الجيولوجي (بدأ قبل 65 مليون سنة) الثلاثي على مساحة 50 كيلومتر مربع .
وبين الدكتور الملاعبة بأنه يوجد في البادية الاردنية الشمالية أشكال طبيعية بالألاف , تظهر في كل زاوية فيها , وقد تم نحتها بحرفية ومهارة ومهنية عالية تجعل المرء في حيرة بين مطارق وفن النحاتين وبين قدرة الطبيعة الخارقة , والتي تحكي قصة عشقها للماء والهواء , وباتت سيدة التشكيلات والفنون الطبيعية الجميلة .

وأوضح القيصر الملاعبة بأن الأشكال المنحوتة او الغراميل تتكلم عن نفسها بصمت ؛ فالبعض يشاهد الطيور المجنحة مثل النسور العملاقة , وبإمكان الآخر مشاهدة تماسيح وخراف وأسود , ويوجد في هذه البادية منحوتات شبيهة بظواهر عالمية مثل ابو الهول والاهرامات , واصفا كل ذلك بأنها قصة عوامل التعرية الطبيعية التي شكلت هذه المنحوتات من خلال الرياح العاتية والمطر الغزير والتغيرات المناخية , الى جانب دور الحيوانات والنباتات فيها .

وزاد الدكتور الملاعبة بأن هذه الصحراء الاردنية البيضاء أصبحت ميزة من ميزات الارض الاردنية الطبيعية العملاقة , والتي تحتاج الى حماية من توغل الآلات الجبارة , حتى لا تدمرها وتصبح بالتالي عبارة عن ركام او مواد بناء وإنشاءات للطرق والعمران والصناعات المختلفة .

وأشار الدكتور الملاعبة الى أنه في هذه المنطقة تجمعت مقومات جيولوجية من الصخر الزيتي والطباشيري والصواني ومعادن الجلوكونايت الطينية وعقيدات معادن البارايت الاقتصادية والجبس الصحراوي , اضافة الى التنوع البيئي الجميل , تجمعت لتشكل بمجموعها مكونات حيوية وغير حيوية من الشجر والحجر والاثر والبشر .

وختم الدكتور الملاعبة بأن حماية المنطقة لتصبح محمية للتراث الطبيعي الجيولوجي والبيئي بات أمرا ملحا ,خاصة بعد إجراء عدة دراسات علمية موثقة تم نشرها في المجلات والدوريات المحكمة , فضلا على إجراء وكتابة رسائل ماجستير ودكتوراة في هذا المجال , واصفا اياها بالمنطقة الفريدة والنادرة على المستوى المحلي والعالمي .