ليلة ساخنة في ” الأقصى ” ومطالبات بالتصدي للمتطرفين

كنانة نيوز- دعت فصائل وقيادات وشخصيات فلسطينية إلى اعتبار الجمعة يوماً للغضب وتحويل الهبة الشعبية البطولية التي يخوضها أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة إلى انتفاضة شعبية عارمة، وتصعيدها إسنادًا ودعماً لأهلها المرابطين فيها.
واعتدى مستوطنون، فجر الجمعة، على ممتلكات الفلسطينيين في شارع المطران بحي الشيخ جراح شمال القدس المحتلة، وكذلك نفذ آخرون اعتداءات بحق مقدسيين في حي التلة الفرنسية بالقدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان، بأن مستوطنين حطموا زجاج عشرات السيارات في شارع المطران وأعطبوا إطارات أخرى.
دعوة لموقف عربي وإسلامي
إلى ذلك، طالبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بموقف عربي وإسلامي عاجل للدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، خاصة في ظل هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة من قبل الاحتلال ومستوطنيه الهادفة إلى السيطرة على المدينة المقدسة وتصفية الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي فيها.
وقالت “فتح”، في بيان لها امس، آن الأوان لنستمع لموقف من الاخوة في العالمين العربي والإسلامي تجاه المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس.
وأكدت أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل وحدها مسؤولية كل ما يجري.
وأثنت فتح على الأبطال المرابطين المقدسيين الذين يدافعون بصدورهم العارية عن القدس والأقصى والقيامة.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني إن ما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات لحقوق الانسان، وتهويد واستيطان مستمر بالقدس، هو إرهاب دولة منظم، ومحاولة بائسة من أجل تطبيق قوانينه العنصرية على العاصمة الفلسطينية، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير.
وأشار مجدلاني في بيان له، إلى أن “ما يقوم به أهل القدس هو اشتباك مع الاحتلال للتأكيد على فلسطينية وعروبة المدينة، وأن كافة قرارات وخطط الاحتلال تفتت أمام هذا الصمود والتصدي المقدسي الذي يؤكد للعالم أجمع أن القدس فلسطينية، وأن هذا الصمود سينتصر على العدوان الإسرائيلي”.
وطالبت حركة الجهاد الإسلامي في بيان وصل “صفا” نسخة عنه، جماهير الشعب الفلسطيني بتحدي الاحتلال الإسرائيلي وشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى المبارك والذود عنه وصد المستوطنين المقتحمين لساحاته الشريفة.
وأضاف بيان الجهاد “وليكن شهر رمضان المبارك مناسبة لتجديد العهد على الثبات على طريق الحق وشحذ الهمم للتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا”.
بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للتصدي لعمليات التهويد وتزوير التاريخ المستمرة لها والاستباحة المتواصلة لمقدساتها، “وتحويل عوامل الرفض الإسرائيلية لأي استحقاق وطني ديمقراطي في المدينة إلى معركة اشتباك مفتوحة معه”.
وقالت الجبهة في بيان وصل “صفا”، “إن الملحمة البطولية التي يجسدها شعبنا الآن في أحياء وشوارع وأزقة وباحات المسجد الأقصى في مدينة القدس ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، هي الوجه الناصع والمشرق لمقاومة شعبنا التي لم تتوقف يوماً في عاصمة فلسطين الأبدية”.
وشددت على ضرورة “مغادرة حالة القصور الرسمية الفلسطينية إزاء مدينة القدس، وأهمية صوغ استراتيجية جديدة لتعزيز صمود شعبنا هناك والتصدي لمحاولات تغيير معالم المدينة، وفرض واقع جديد على الأرض، ومواجهة سياسة هدم المنازل في إطار مخططات تهويد المدينة كما يحدث في الشيخ جراح”.
وطالبت الجبهة المؤسسة الرسمية بوضع خطة إنقاذ عاجلة وضخ موازنة مالية عاجلة وثابتة لتعزيز صمود شعبنا هناك.
ودعا رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر؛ لانتفاضة مقدسية عارمة ضد الاحتلال ومستوطنيه؛ وندد بوحشية المستوطنين، داعياً المرابطين بالقدس المحتلة للجمهم بكل الطرق الممكنة.
وأهاب بحر بالمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية العالمية لنصرة أهلنا بالقدس المحتلة، والتحرك العاجل لتجريم اعتداءات المستوطنين على شعبنا الأعزل ووقف إرهاب “الدولة الصهيونية” بحقهم.
من جانبه قدم المترشح على قائمة “القدس موعدنا” محمد حمادة التحية للشباب المقدسي، معتبرا أن “هذه الهبّة وفي هذا التوقيت بالذات تؤكد على أنّ محاولات الاحتلال لفرض سيادته على القدس والأقصى هي محضّ وهم سرعان ما سيتبدد”.
وتابع حمادة” إن المقدسيين في هذه الهبّة قدموا نموذجاً حياً لقدرتهم على ممارسة حقهم في الانتخاب رغم أنف المحتل وأنهم سيشعلون الأرض تحت أقدام الاحتلال ويجعلون من يوم الانتخابات محطةً للاشتباك إذا ما حاول الاحتلال منعهم من ممارسة حقهم”.
غزة غاضبة وتندد
ونظّمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ظهر امس الجمعة، عدة مسيرات غاضبة في قطاع غزة نصرةً لمدينة القدس، وتنديدًا باعتداءات المستوطنين المتكررة على سكان المدينة المقدسة.
وانطلقت المسيرات من مناطق متفرقة بمدينة غزة بعد صلاة الجمعة مباشرة، وسط هتافات غاضبة دعمًا لمدينة القدس، وأخرى تدعو للتدخل لوقف اعتداءات المستوطنين بحق المصلين وأهل القدس.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار خلال كلمة له إن “قتل أيّ مصلٍّ أو مواطن فلسطيني بالأقصى هو قتل لكرامتكم أيها العرب، وإن الاعتداء على المصلين في الأقصى هو اعتداء على كرامة الأمة”.
ووجه الزهار رسالةً للزعامات العربية “هل تقبلون أن يحتل اليهود اراضيكم؟ أن يقتلوا ابنائكم وأن يدنسوا مقدساتكم وان يعتدوا على كل مساجدكم”.
وشدد على أن تدنيس المسجد الأقصى هو تدنيس لمساجد المسلمين في كل مكان، مؤكدًا أن احتلال فلسطين هو احتلال لأراضيكم. وقال الزهار “من غزة التي تحمل سلاحها بأيديها سيبقى سلاحنا موجها لتحرير المسجد الأقصى”.
وأضاف “نقول لليهود اقتلوا ما شئتم سينتظركم الفناء؟ دنسوا ما شئتم فإن الأقصى طهر لن يدنس بكم”.
وتابع حديثه “تآمروا واقتلوا فأنتم تدركون أن دماء الشهداء تصل إلى كل أرض اسلامية وتحفز كل نفس مسلمة وتحرك اصابع اليد التي تحمل السلاح انتظار لقرار وعد الآخرة”.
ودعا الزهار أبناء شعبنا للتوحد في مواجهة الاحتلال والتعاون الأمني المدنس، ورفع السلاح في وجه العدو فقط؛ أبنائنا وأرواحنا فداء للأقصى، نسأل الله ألاّ يطول انتظارنا في معركة وعد الآخرة”.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، تشهد مدينة القدس المحتلة هجمة إسرائيلية شرسة وغير مسبوقة، تستهدف المقدسيين إما بالملاحقة والاعتقال تارة، أو بالاعتداء الجسدي بالضرب والقمع وإلقاء القنابل والأعيرة المطاطية في شوارع المدينة وعند أبوابها، ومنع من الجلوس في باب العامود تارةً أخرى.
وأدت المواجهات والاعتداءات إلى إصابة عشرات المقدسيين، جراء إلقاء القوات الإسرائيلية القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، ورش المياه العادمة، بالإضافة لاعتقال مجموعة منهم.
وتساءل: ماذا تنتظرون أيها الحكام ودمائنا تسيل في المسجد الاقصى؟ ألم تدركوا أن هؤلاء المجرمون سيصلون اليكم؟
وجرح أكثر من مائة فلسطيني وعشرون شرطيا إسرائيليا في اشتباكات بين الجانبين في القدس المحتلة ليل الخميس الجمعة.
واندلعت المواجهات عند مدخل البلدة القديمة في القدس حيث كانت الشرطة الاسرائيلية قد نشرت مئات من عناصرها لمواكبة مسيرة نظّمتها في القدس الغربية حركة “لاهافا” (لهب) اليهودية اليمينية المتطرّفة المعادية علنا للفلسطينيين.
وقد منعت الشرطة وصول المشاركين في المسيرة الذين كانوا يهتفون “الموت للعرب” إلى بعض المناطق التي يتجمع فيها الفلسطينيون عادة بأعداد كبيرة خلال شهر رمضان.
ونظّم شبّان فلسطينيون بعد صلاة العشاء والتراويح، في القدس الشرقية المحتلة تظاهرة مضادّة للاحتجاج على تلك المسيرة، مّا أدّى إلى اندلاع صدامات استمرت حتى الفجر بين هؤلاء المتظاهرين وقوات الأمن الإسرائيلية عند مدخل البلدة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أن 105 فلسطينيين على الأقل جرحوا نقل نحو عشرين منهم إلى المستشفى، بينما ذكرت الشرطة الاسرائيلية أنها أحصت عشرين جريحا في صفوفها واعتقلت 44 شخصا في الاشتباكات.
وتعود آخر صدامات واسعة بين الفلسطينين والشرطة الاسرائيلية الى آب(اغسطس) 2019 عندما تزامن عيد الاضحى مع الاحتفال اليهودي بذكرى التاسع من الشهر نفسه. وقد اسفرت عن جرح نحو ستين فلسطيني في ساحات المسجد الاقصى.
وقال فلسطيني كان بالقرب من الاشتباكات خارج البلدة القديمة لوكالة فرانس برس “كانت اشبه بساحة حرب، كانت خطيرة”.
ولاحق رجال وخيالة الشرطة وحرس الحدود المدججون باسلحة وبخوذاتهم العسكرية، المتظاهرين الذين كانوا يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا اقصى”. كما استخدمت الشرطة عربتين كبريتين رشت المياه العادمة على المحتجين.
مواجهات في الضفة
ميدانيا، أصيب شاب بعيار اسفنجي وعشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال مشاركتهم بالمسيرة السلمية الأسبوعية لقرية كفر قدوم شرق قلقيلية، المناهضة للجدار والاستيطان والمطالبة بفتح الشارع الرئيس المغلق منذ 18 عاما.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتدت على المشاركين بالمسيرة، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والرصاص الاسفنجي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم، ما أدى لإصابة شاب (26 عاما) بالرصاص الاسفنجي في يده، وآخرين بالاختناق.
كما، هاجم مستوطنون، مركبات الفلسطينيين بالحجارة على طريق جنين نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن مستوطنين هاجموا مركبات المواطنين الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من مدخل مستوطنة “حومش” المخلاة، على الطريق الواصل بين جنين ونابلس.
وأضاف: إن أضرارا لحقت بزجاج بعض المركبات نتيجة استهدافها بالحجارة.
واقتحم عدد من المستوطنين، أرضا زراعية في منطقة البقعة شرق الخليل.
وقال صاحب الأرض عارف جابر لـ”وفا”، إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت أرضه التي تبلغ مساحتها 25 دونما في منطقة البقعة، المحاذية لمستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين شرق مدينة الخليل، ووضعوا علامات تشير إلى تقسيمها، في محاولة منهم للاستيلاء عليها.
وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يهاجم المستوطنون بها أرضه، فقد قاموا قبل نحو شهر بتجريف جزء كبير منها، بالإضافة لقيامهم ببناء غرفة فيها، مناشدا الجهات المختصة بمساندته وحماية أرضه من أطماع المستوطنين.
(وكالات)