تجار إربد: إغلاقات وتراجع القوة الشرائية وهجران للاسواق وزيادة الديون ومستقبل غامض؟!

كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات وعبد القادر مقدادي

يُواجه تجار الالبسة والاحذية في مختلف الاسواق التجارية في محافظة اربد مستقبلا غامضا وليس بجلي المعالم , نتيجة لحالة الركود غير المسبوق التي باتت السمة المميزة لهذه الاسواق , محلات خاوية حركة تجارية ضعيفة تجار حائرون لا يستطيعون الإيفاء بالتزاماتهم إغلاقات لبعض المحال التجارية وخاصة صغار التجار  لعدم قدرتهم الوفاء بالتزاماتهم المالية جراء هذا الركود والكساد في البضائع والذي امتد عبر شهور طويلة هي الاطول والاسوأ منذ جائحة كورونا وساعات الحظر وتأثر معظم المداخيل الاقتصادية للمواطنيين مما سببت شلالاً كبيراً لمعظم القطاعات الاقتصادية  .

واشار التاجر احمد بني ياسين الى ان تجار الالبسة في مدينة اربد , باتوا في حيرة من امرهم جراء حالة الكساد والركود التجاري الذي يعيشونه في هذه الايام , حيث انهم يقفلون ابواب محالهم التجارية كحالهم ساعة يفتحونها , لا زبائن ولا بيع , سوى بعض المارة , في المقابل تزداد عليهم المصاريف والديون التي لا يعرف اصحابها الرحمة , ويريدون ما لهم من نقود بصرف النظر عن الوسيلة والطريقة .

واوضح بني ياسين – وهو صاحب محل تجاري في شارع الشهيد وسط مدينة اربد التجاري – الى انه يعيش في ظروف غاية في الصعوبة , حيث انه وللوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليه لبيع بيته وسيارته وبعض المصوغات الذهبية لدى اسرته , موضحا بان الحركة التجارية في المدينة باتت تعيش في غرفة الانعاش التي هي بدورها تفتقر لوسائل الحياة , وانه وتجار في المدينة باتوا في حال ووضع لا يحسدون عليه .

ولفت الى انه بات على الجهات المعنية التنبه لهذا الامر , والعمل بصورة سريعة لانقاذ ما يمكن انقاذه في سبيل الحليلولة دون تدهور الوضع للاسوأ , وحتى لا نجد انفسنا بمواجهة واقع مأساوي لا يعلم نتائجه سوى الله تعالى , وان على الجهات المعنية والمختصة بالشأن التجاري ان تعمل على ايجاد حلول جذرية وسريعة وفاعلة لهذه المشكلة , خاصة واننا نقف على اعتاب شهر فضيل وغني عن البيان المصاريف التي يحتاجها المواطنين .

واكد التاجر سعد ربابعة ما اشار اليه التاجر بني ياسين , وزاد بان الوضع التجاري السيء , ليس فقط على الاسواق التجارية الخاصة بالالبسة , بل ينسحب على بقية القطاعات في المدينة , معزيا السبب لجملة من الاجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية في سبيل محاربة فيروس كورونا , وغيرها من الاسباب ذات الصلة , والتي شكلت بمموعها عوامل طرد للمواطنين عن الذهاب للاسواق التجارية لغايات التسوق .

التاجر محمد الصفدي بين بان الحركة التجارية في مدينة اربد تشهد كسادا وركودا غير مسبوق, وان هذا الامر لم تشهده الاسواق التجارية في المدينة منذ سنوات , معزيا السبب لعدم توفر السيولة النقدية لدى غالبية المواطنين , وبالتالي فان المواطنين يعمدون وفي ظل هذا الوضع لشراء حاجياتهم الاساسية والضرورية , داعيا الجهات المعنية لضرورة الوقوف الى جانب التجار ,وان يساندونهم , ذلك ان التجارة تعتبر من اهم عناصر التنمية المستدامة , وابرز رافعة من روافع الاقتصاد الوطني .

غير تاجر في اسوا ق المدينة المختلفة , كان له ذات المطالب والاحتياجات , داعين الجهات المعنية بضرورة العمل على ايجاد حلول جذرية لهذا الوضع الراهن , والذي ان استمر سيجدون انفسهم بواقع ابدا لا يحمد عاقبته ,وانهم يواجهون حالة من الكساد والركود وضعف الحركة الشرائية , معزيين ذلك الى زيادة الضرائب , في المقابل ثبتت المداخيل الشهرية , وتوجه المواطنين لشراء المتطلبات الاساسية اليومية من غذاء , في الوقت الذي بات فيه شراء الملابس وغيرها من البضائع من الكماليات , خاصة في ظل ارتفاع الاسعار وتآكل الدخولات .

وقال صاحب محل ألبسة احمد المصري، إن الحركة التجارية في أسوأ أوضاعها هذه الأيام، إذ لا يوجد هناك أي متسوقين في السوق التجاري، لافتا الى انه سيضطر الى تعطيل موظفيه لمدة أسبوعين نظرا لحالة الركود , مطالبا الحكومة بتأجيل ترخيص محله هذا العام للعام المقبل دون أي غرامات مالية، لحين تحسن الحركة التجارية خلال مواسم الأعياد وشهر رمضان.

وقال احد التجارالذي فضل عدم الاشارة اليه الى أنه ونظرا لضعف الحركة التجارية فانه يضطر الى فتح محله بعد ساعات العصر لعدم جدوى فتحه صباحا نظرا لتعطيل طلبة الجامعات والمدارس , و انه في حال استمرت الأوضاع كما عليه الآن فإن العديد من المحال التجارية ستغلق أبوابها لعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها الشهرية من كهرباء وضرائب ورسوم وستعطي موظفيها إجازات او تقوم بتسريحهم.

وبين محمد يوسف بانه في حال استمرت حال الركود التي تشهدها الاسواق خلال الاشهر المقبلة، فانه مضطر الى الاستغناء عن موظفيه وإعطائهم إجازة مفتوحة لحين عودة الحركة كالسابق , و أنه في الوقت الحالي يمكن لموظف واحد ادارة محله والاستغناء عن موظفين آخرين، الأمر الذي يتطلب من الحكومة اعفاءهم من الضرائب ورسوم التراخيص لهذا العام للإبقاء على موظفيه , مؤكدا على انه في ظل اغلاق الجامعات وتعطيل الطلبة , فانه سيضطر الى اغلاق محله لحين عودة الاوضاع كما كانت .

الى ذلك ؛ فقد أكد رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة في تصريحات صحفية على ان حركة المتسوقين تراجعت عما كانت عليه في الأشهر الماضية، بنسبة زادت على 80 % بعد القرارات الحكومية الاخيرة للحد من انتشار فيروس كارونا , وأنه و في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن، فان العديد من اصحاب المحال التجارية سيستغنون عن موظفيهم ويعطونهم إجازات بدون راتب لتوفير مبالغ مالية تمكنهم من الإيفاء بالتزاماتهم الشهرية , مؤكدا على أن الحركة التجارية خلال العام الحالي كانت سيئة قبل الإعلان عن فيروس كورونا، إلا أن مخاطر الفيروس تسببت بمزيد من حالة الركود.