الى امي رحمها الله / بقلم صافي خصاونة

الى امي رحمها الله
بقلم : صافي خصاونة
منذ عام ١٩٧٥ لم يعد للاعياد الا طعم الفقد ، طعم الموت ، طعم الغياب …
منذ ذلك التاريخ رحلت امي رحلة الابدية تاركة في القلب جروحا وفي النفس ندوبا لا تنكأ ولا تندمل …
رحلت ورحل معها الدفء والحنان والمحبة الصادقة …
فسبحان من اودع في قلوب الامهات رحمة تكفي الكون كله ، وتذيب قسوة الحياة ، فلا رحمة تعدلها ولا جزاء يوفيها … فإلى كل الامهات في عيدهن اقول ….
من له قلب كبير يحمل كل الحب مثل قلب الام …
من له حضن حنون واسع مثل حضن الأم …
من لديه لوحة باسمة الطلة مثل وجه الام …
الام سر السعادة في القلوب …
من ترى يحمل هماً مثلما تحمل الأم …
من ترى يحمل حبا مثلما تحمل الأم …
من ترى يحفظ سرا مثلما تحفظ الأم …
الام إحساس ظريف وهمس لطيف وشعور نازف بدمع جارف …
الام جمال وإبداع وخيال وامتاع وجوهره مصونة ولؤلؤة مكنونة …
الام كنز مفقود لأصحاب العقوق وكنز موجود لأهل البر والمودة …
الأم تبقى كما هي في حياتها وبعد موتها وفي صغرها وكبرها …
فهي عطر يفوح شذاه وعبير يسمو في علاه وزهر يشتم رائحته الأبناء وأريج يتلألأ في وجوه الآباء وهي دفء وحنان وجمال وأمان ومحبة ومودة ورحمة والفة وشخصية ذات قيم ومبادئ وعلو وهمم وهي المربية الحقيقية لكل الأجيال …
والام مدرسة اذا اعددتها
أعددت شعبا طيب الاعراق
دعائي الى الله ان يرحم امي ويغفر لها وان يعف عنها ويكرم نزلها ويوسع مدخلها ، وان يغسلها بالماء والثلج والبرد ، وينقيها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
فرحمة الله عليك كل لحظة وحركة وسكون