هل نحن وطنيون؟/ علي الشريف

هل نحن وطنيون؟

ربما نكون من اكثر شعوب الارض حديثا عن الوطن والوطنية وربما نكون اكثرهم في وضع الوطن والوطنية عند اي حدث وفي اي حدث لكن السؤال الذي يطرح هل في حقيقة الامر اننا وطنيون ونمارس الوطنية كما يجب ان تكون.
حين بدات موجة اللجوء السوري الى الاردن راينا ارتفاعا كبيرا في اجور الشقق السكنية حتى ان البعض من المالكين اصبح يضغط باتجاه اخراج الاردني من الشقة ليؤجرها لسوري فهي ستعود عليه بالمنفعة ممات ادى الى اختلال كبير في موازين الدخل عند المواطن الاردني فراتبه اصبح لا يكفيه اجرة شقه صغيرة.
قبل ذلك كانت هناك موجة اللجوء العراقي والتي رفعت اسعار الاراضي بشكل جنوني وترافق ذلك برفع اسعار الشقق السكنية حتى اصبح الموظف يحتاج الى 400 عام ليتمكن من شراء شقه يسكن فيها.
نحن في الاردن اكثر شعوب العالم غنائا بالوطنية ونحشرها في كل شيء ففي الاحداث الخارجية نتغنى بالوطن والوطنية وداخليا نقول الوطن اهم لكن هل طبقنا الامر بالشكل الصحيح اذا كنا دائما نتبنى نظرية المؤامرة والتشكيك بكل شيء او اجراء او قرار او حتى حادثه امنية .
فمثلا لا يمكن ان نصف اي انتخابات بالنزيهة لو تحصلت على اعلى معايير النزاهة والشفافية ولا يمكن ان نعترف بالديمقراطية الا من باب الردح والشتم والمسبات والاتهامات والاغرب من ذلك اننا لا يمكن ان نتقبل الاخر .
الرياضة بين الفرق الاردنية ادخلنا فيها الوطنية حتى المنتخب المسمى بمنتخب الوطن نخرجه من هذه التسمية اذا ما اختلفنا على تشكيلة او لاعب او مدرب فيصبح منتخب الوطن لا يمثل الوطن في نظر الشعب.
في اسبانيا يلعب قطبي الكرة هناك وهما ريال مدريد وبرشلونة والاخير من اقليم كتالونيا الذي يسعى للانفصال عن اسبانيا ولم نسمع احد قد خون احد او نعته بعدم الوطنية ومنتخبهم لاسبانيا بكل اقاليمها.
اذا ما تعينت حكومة في بلادنا فيجب ان تكون محاصصة بين المناطق ولا داعي للكفاءة والمقدرة وبالتالي تفرز عندنا حكومة بلا اكمام كل هدفها فقط ان تتجنب ويلات الكلام والنقد الذي نبدع فيه.
كذلك الامر في انتخابات البرلمان فالجهوية والعشائرية والاقليمية هي المسيطر الحقيقي على الانتخابات دون النظر الى الكفاءة ونفس الامر يفرز عندنا مجلس اسمه مجلس الفزعات بدل مجلس النواب والمصيبة دائما نسمع بمقولة الدولة تريدني والدولة لا تريدني.
ثمة شيء ملفت في امر وطنيتنا فنحن ان نريد ان نمارسها سنمارسها باناقة على مواقع التواصل ولكننا في نفس الوقت وعلى ارض الواقع نخالف كل شيء فنجد ان ما يقال هناك لا وجود له في الواقع.
نطالب بالوطنية وتحسين المعيشة من بوابة الوطنية وفي نفس الوقت لا نعمل بجد وكل هدفنا اما التسلق او التملق الا من رحم ربي كما اننا نعيش نرجسية مفرطة حين نعتقد اننا اقوى من كل الارض .
هل نحن فعلا وطنيون… وما هو مفهوم الوطن لدينا … وما هو مفهوم المواطنه الصحيحة والحقة اذا كنا للان نقول رئيس الحكومة من الشمال ورئيس الحكومة من الجنوب ومدير الشركة الفلانية من هناك والمدير الثاني من هنا.
واين هي الوطنية والمواطنه اذا كنا نطالب بمحاربة الفساد وحين يبدا الحساب مع احد اقاربنا نخرج للدفاع عنه شاهرين سيوف العفة والامانة ونوجه البوصلة لغيرة فالقريب مسموح له بالفساد والبعيد محرم عليه.
وهل يعقل ان نتهم احد ما بالفساد ونؤكد الامرعليه ونطالب باسقاطه وعند اقرب فرصة نعيد انتاجه بل يمكن ان نمده بالمال والبنون بل انا نضمن ان يكون في المقدمة.
هل نحن فعلا وطنيون؟ ونحن نطالب بالعداله وفي نفس الوقت نغيبها بالواسطات والمحسوبيات واين تكمن وطنيتنا اذا كان المسؤول بلا مسؤلية وغير مسؤول وما يهمه لقب ينادي به قبل اسمه.
هل الوطنية عندنا ان نبيح المحظروات لنا ونحرمها على غيرنا واين الوطنية عند الموظف الذي يبيع ضميره وكرامته ليقبض من تحت الطاوله فيمرر معامله غير قانونية ونحن نساعده على ذلك.
هل نحن فعلا وطنيون؟ حين تصبح جامعاتنا محاصصه ايضا وتصبح مرتعا للمشاكل والشجار حتى تراجعت الى ادنى مستوياتها فلم نجدها في تصنيف. واين مواطنتنا اذا ما التقينا احد فبادرناه بالسؤال الاخ من وين؟
اريد اجابة على كل التساؤلات التي مرت وربما عند البعض من الاخوة القراء الاف الاسئلة التي تدور في فلك الموضوع وتحتاج لاجابات من نفس القراء والاهم اننا بحاجة الى مراجعة وطنيتنا كما يجب ان تكون من منظور السؤال هل نحن فعلا وطنيون.؟