حصّة إضافية / أحمد حسن الزعبي

حصّة إضافية

أحمد حسن الزعبي

زمن المدارس ، كان المُعلّمُ اذا أنهى حصّته وشعر لوهلةٍ أن العيونَ لم تفهم خطوط الطبشور كما يجب،  والآذان لم تستوعب الدرس بعد..يطلق زفيراً طويلاً ويقول:  تعالوا بكرة قبل الطابور في حصّة إضافية..

يبدو أن المعلّمَ اليوم ، شعر لوهلة أن “العيون” لم تفهم ما قام به من صمود واصرار في الشهور الماضية ، و أن الآذان لم تستوعب درس الهتافات بعد..فاطلق زفيراً طويلاً وأصر على حصّة إضافية في “التكاتف”والشجاعة والوطنية…

المعلّمون هذه الأيام يسطّرون نموذجاً فريداً في التكافل فيما بينهم، ويعوّضون زملاءهم الذين قطعت أرزاقهم ظلماَ وتسلّطاً  بسبب التقاعد المبكّر والاستيداع  بنفس قيمة الراتب الذي كانوا يتقاضونه قبل الإحالة متبوعاً بالعلاوة ، تخيّلوا !!  حتى أن بعضهم صار يتقاضى أكثر مما كان يتقاضاه من الوزارة ، الرواتب التضامنية تدفع عن طيب خاطر من الهيئة العامة بصورة أخوية تشاركية سامية قلّ نظيرها ..المعلم العامل يقتطع نصف علاوته لأخيه المعلم المحال ظلماً على التقاعد ، لأنه مؤمن برسالته وبقضيته وبنقابته ، وبذلك يعطون درساً في التضحية والتكاتف والصمود..لمن معه ضعف واضح في التضحية والوطنية والعدالة ومواقف الرجولة.

عاش المعلّم..سيداً في الحرف وسيّداً في المواقف.

أحمد حسن الزعبي

Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com