متطفلون ,,يبحثون عن السبق الصحفي في الحوادث المرورية / الصحفي بكر محمد عبيدات

كنانه نيوز –

متطفلون ,,يبحثون عن السبق الصحفي في الحوادث المرورية 

الصحفي بكر محمد عبيدات

تصطدم الخِدمات التي تقدمها المرتبات المعنية في الامن العام والدفاع المدني والجهات المعنية للمواطنين في شتى مناطق سكناهم , خاصة في حال وقوع الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث المؤلمة والمؤسفة , بمعوقات وتحديات عديدة تسهم في كثير من الاحيان في اعاقة  اداء الواجبات المنوطة بها على الشكل الامثل وبالصورة المطلوبة , ولعل من اهمها ان لم يكن هو تجمهر الفضوليون حول مكان الحادث ومسارعتهم لالتقاط الصور للحادث في محاولة منهم لكسب ما كان يسمى في وقت سابق ب” السبق الصحفي ” الذي إنعدم في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بصورة سريعة .

ويسهم تجمهر المواطنون حول مكان حدوث الحوادث المرورية وغيرها في تأخير الكوادر المعنية عن اداء الواجبات المنوطة بها , فضلا عن أمكانية حدوث مضاعفات للحالات المصابة بالحوادث المختلفة , قد تصل في بعض الاحيان الى الوفاة في حال لم تقدم المساعدات والتداخلات الطبية والاسعافية بالوقت المناسب , وهذا كله بسبب الفضوليون الذين يهبون من كل مكان لاستطلاع الامر , دون ادتى شعور بالمسؤولية , وانهم بتجمهرهم حول الحادث سيؤدي الى الحاق اضرار مادية وجسدية بالآخرين .

ولا بد من الاشارة الى ان التجمهر عند وقوع الحوادث سيعرقل اعمال الانقاذ , وسيأخر وصول سيارات الاسعاف والامن العام ورجال المرور ,لمكان الحادث , ولكن وللاسف فان الكثيرين يهرعون لمكان الحادث ليس من باب تقديم المساعدة او لانقاذ المصابين , بل من اجل اخذ صورة للحادث كي يسجل بانه كان هناك ,, شاهد عيان,, ناسين بان هذا الامر من شأنه تعريض حياتهم بداية للخطر وحياة الآخرين , فضلا عن احداث حالة من الارباك في العمل وحركة السير , وغني عن البيان النتائج التي من الممكن ان تحدث نتيجة لذلك
الأمر .

وما دمنا في الحديث عن التجمهر والفضول , كان لا بد من الاشارة الى وجود مفتين يطرحون ويعطون فتاوي مجانية , فتراهم يقومون بكافة الادوار,, رجل السير والمنقذ والمسعف والطبيب والدكتور والمعالج , ويجددون بسرعة مسؤولية الحادث على من تكون , ومن هو المخطىء ومن المصيب , وتتطور المسألة الى ان يقوم بعض المتجمهرين بعملية الاسعاف دونما مراعاة لاي قاعدة من قواعد الاسعاف , ودون معرفة للحالة الصحية للمصاب , مما قد يؤدي الى الحاق الضرر الجسدي للمصاب في حال تم اسعافه بصورة خاطئة , وان ظاهرة التجمهر حول الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث التي من الممكن ان تحدث – لا سمح الله – باتت من الظواهر المقلقة وغير الصحية , ففضلا على انها تؤثر وتعرقل حركة سيارات الاسعاف للوصول لمكان الحادث , في الوقت المحدد لانقاذ المصابين , تسهم في تعطيل حركة السير على الشوارع التي عليها حدثت الحوادث المرورية , وان غالبية من يقوم بالتجمهر يظن بانه يقوم بعملية المساعدة ’ دون ان يدرك ويعلم بانه يساهم في تعطيل الكوادر المعنية بتلك المهام .

وقد نحت ظاهرة ا التجمهر بإتجاه آخر , خاصة بعد التطورات التي حدثت على كافة وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي ؛ فقد تحول البعض إلى مراسلين وباحثين عن السبق الصحفي حتى لو كانت على حساب حياة الآخرين , وان الامر وصل ببعضهم حد الادمان في رعبته بتوثيق الحوادث المختلة , بهدف نشرها على موقعه الشخصي بغية كسبه للاعجابات والتعليقات غير مبالٍ بما ستؤول عليه الامور .

وختاما ,,فإن مسؤولية الحد من هذه الظاهرة المؤلمة والمقلقة ,هي مسؤولية مجتمعية مرتبطة بالدرجة الاولــــــــــــــــى بوعي المجتعات بكيفية التعامل مع الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث التي من الممكن ان تقع , وان علينا ان نجد برامج تثقيفية وتوعوية كفيلة بتوعية المواطنين بالأخطار الناجمة عن هذه الظاهرة , وتفعيل القوانين التي تحكم مثل هذه الامور , وان لم تكون موجودة العمل على ايجادها وسنها وبالتعاون والتشارك مع الجهات المعنية بهذا الموضوع , والا سنبقى نعاني ما نعانيه من مخاطر التجمهر حول الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث .

وفي الجانب الرسمية فقد أكدت إدارتا السير والدوريات الخارجية على ضرورة ابتعاد المواطنين وعدم التصوير عند وقوع الحوادث المرورية والتي تتسبب في إعاقة وصول سيارات الإسعاف وتأخير عمليات الإنقاذ وكذلك تعريض المتجمهرين أيضاً للخطر في حال تطور الحادث وتضاعف.

وأشارا خلال الرسالة الصباحية التوعوية عبر أثير إذاعة الأمن العام ” أمن إف إم ” إلى أن تصوير الحوادث وما ينتج عنها ينتهك حريات وخصوصية الآخرين في ظروف صعبة كما أنه يسبب الضرر النفسي والمعنوي للمصاب وأهله وانتهاك للخصوصية، موضحان أن التجمهر في الحوادث المرورية قد يكون سبباً في وقوع حادث آخر في نفس الموقع بسبب الوقوف العشوائي للمتجمهرين وتزاحمهم وإرباك المسعفين , ودعتا المواطنين إلى عدم التجمهر والوقوف العشوائي للمركبات على الطرق في أماكن وقوع الحوادث المرورية ومنع الاختناقات المرورية في أماكن وقوع الحوادث .