العُنف الجَّسَدِيّ / هبـــــة حسين عبابنة

العُنف الجَّسَدِيّ
هبـــــة حسين عبابنة
 
على مَرِّ العصور والأزمان ونحن نَرى كُلَّ يومٍ مَآسٍ وكوارث انسانيّة تُهدد الحياة البشرية وتؤثر على مَعانِي ومفاهيم حقّ الحياة والأمن لَدى الأفراد والمُجتَمَعات، كارثة العنف الجَّسَدِيّ.
 
سلوكٌ عُدوانِيّ لا أخلاقي يَتنافَى ومعاني الإنسانيّة. العنف الجسديّ بأشكاله وأنواعه المختلفة من ضرب، رَكْل، إحداث الكُسور، الاعتداء بالحَرق لِيَصل إلى المَنع من الطعام والشراب ولا ننسى الإعتداءات الجنسيّة والتي تُمثّل أَقبح أنواع الإعتداء الجسديّ.
 
احتمالية التَّعَرُّض للعنف الجسدي لا تقتصر على فئة معيّنة -الجميع عُرضَةً للخطر-، النّساء، الشباب، الأطفال، الشيوخ والرِّجَال… وتختلف أسباب الاعتداء: قد يكون سلوكًا يستخدمه الفَرد بسبب ضعف الشخصية تحقيقًا لإثبات الوجود وترك بصمة دون النظر اذا ما كانت إيجابية أم سلبية!! التوتر والضغوطات النفسية، والاضطرابات التي تؤدي إلى إيجاد صعوبة في تحليل المواقف والتعامل معها بشكل سليم.
 
قِلّة الوازع الدِّينِيّ، التّنشئة الأسريّة الخاطئة، البيئة المُجتَمَعيّة وقِلّة الوعي والثقافة، الأَمن من العُقوبَة…كُلّها تؤثر على تكوين شخصيّة عُدوانِيّة مُتَجَرِّدَة من الرّحْمَة.
 
نَرى بعض حالات الاغتصاب عند النساء، ضرب الأطفال والإعتداء عليهم بِحُجَّة التربية والتأديب، منع الدواء عن الشَيخ والصِّراعات الناجمة بين الشباب. ولا ننسى المُصاب العظيم الذي وَقَع على شهيد الأُردن (مُعاذ الكساسبة) رحمه الله إذ قُتِلَ تعذيبًا وحَرقًا… جَسّد هذا الحَدَث أحد أبرز أنواع العنف الجسديّ الذي يجعلنا نَصل إلى مرحلة الموت!!
 
الأشخاص الذين يتَعرَّضون لهذه الأفعال بحاجة إلى حمايَةٍ نفسيّة وجسديّة؛ كي لا تتفاقم آثار هذه الجروح والخُدوش والنُّدَب، إذْ لامَسَت القلب فَجَرحَتْهُ.. وإذْ سَكَنَت أَرجاء العقل من كثرة التّفكير فَأَهلَكَتْهُ.. فَمن ذا الّذي بِيَدِه أن يُنسِي الإنْسَ من مُرِّ الحياةِ وما أَذاقَتْهُ.. إِلّا رَبٌّ رحيم تَسَعُنَا رَحمَتَهُ!!