المعارضون يزدادوا / راتب عبابنه

المعارضون يزدادوا
راتب عبابنه

من الملاحظ لمن يتابع الشأن الداخلي ويطلع على ما تقوله الصحافة الخارجية وتحديدا الأجنبية منها عن الأردن بالإضافة للفيديوهات التي يبثها بعض الأردنيين من المعارضين في الداخل والخارج، لن يجد المتابع صعوبة باستنتاج تزايد عدد من مواقفهم وآرائهم لا تتفق مع قوانين السلطة.

قبل عقدين من الزمن كانت المعارضة بمعظمها داخلية ومنظمة حزبيا تدعمها سياسيا وتمولها ماليا أنظمة عربية. لكن المعارضة الآن فردية وإن التقى أعضاؤها على نفس الأهداف. أعجب ممن يطلق أسئلة وأحكام دون النظر لصورة المشهد كاملة وليس جزءا منها. يأتيك أحدهم ليقول “لو فلان زلمة، ليش ما يحكي هذا الحكي لما كان بالأردن؟؟!!”

لو تفوه أولئك الذين يعارضون من الخارج بجزء بسيط مما يطرحوه بالإغتراب، فماذا سيكون مصيرهم؟؟ وبعضهم هاجر بعد تعرضهم للسجن والمضايقات بحثا عن حرية التعبير التي نفتقر لها داخل الوطن. وعندما ننشد الحرية، لا نقصد الحرية المنفلتة، بل الحرية ذات الضوابط الت تقدم نقدا بناءا يخدم ولا يهدم حرية خالية من التجريح والشتم والإفتراء والدس.

إذا قورنت المعارضة الأردنية بالمعارضات العربية، فهي تصنف استفزازات من قبل أشخاص كانوا ضحايا آرائهم وصراحتهم بالتعبير عن عدم الرضا الشعبي عن اداء الحكومات وطريقة الإدارة الإقتصادية والمالية والنهج الذي أصبح تغييره مطلبا يوميا.

سؤال يفرض نفسه على كل أردني: لماذا تلك المعارضة وما أسبابها ولماذا من الخارج؟؟ المعارضة سابقا كانت تلجأ للدول العربية الداعمة لها. بينما اليوم نجد المعارضين يتوجهون لأوروبا وأميركا حيث يجدوا ضالتهم في تلك الدول.

الأحزاب التقدمية كانت قوية وفاعلة تحميها حكومات وأنظمة والمعارضون يجدوا بها الحضن الدافئ. لكن هذه الأحزاب لم تعد بقوة الماضي وبعضها هلك وزال. أما في دول الغرب فيطغى التعامل الديموقراطي وقانونية وأحقية الحرية المطلقة.

أقترح استدعاء كل إولئك ومنحهم الأمان وإعطائهم فرصة الإستماع لهم ومحاولة تنفيذ ما يمكن تنفيذه مع الأخذ بالحسبان أن مؤيدي طرحهم كثر مما يشكل ما نراه من وجود عدم الرضا والإحتقان القابلان للإنفجار بسبب المعاناة والضغوط وارتفاع البطالة والإنتقائية والتوريث والتدوير والقوانين الكابتة للحريات.

الجلوس معهم لا يقلل من هيبة الدولة، بل يرفعها ويفرض احترام الشعب لها ويعيد الثقة المفقودة وهي أمور تعمل لصالح النظام والوطن وترفع وتيرة الإستقرار الذي بدونه لا بناء ولا تقدم ولا تطوير ولا مجاراة لركب الدول الأخرى.

سواء اتفقنا مع المعارضة المتنامية أم لم نتفق، فإن التعامل معهم أفضل من تهميشهم وإقصائهم وقد بدأوا بتشكيل تكتل لا يخلو من استقبال المعلومات الهامة من الداخل. والإلتقاء نقصد به الإلتقاء بمن تثبت معارضتهم من أجل الوطن. أما المتآمرون والخونة نعتب على الدولة سكوتها عنهم وعدم المطالبة بتسليمهم ومحاسبتهم.

لذلك، تزايد عدد المعارضين ليس بصالحنا خشية أن نتفاجأ بما لسنا مستعدين لمواجهته.

حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.