الوقاية من الوباء في فصل الشتاء/ هبــــة حسين عبابنة

الوقاية من الوباء في فصل الشتاء
هبــــة حسين عبابنة
من أجمل وأبهى فصول السنة، يتغنى به المُطربون ويجسده الفنانون، الظلام المُبَكِّر.. النفحات الباردة.. حبات الغيث.. الغيوم السوداء.. الملابس الصوفيّة.. وحتّى نَزَلات الرَشح.. نعم!! فصل الشتاء.
يبدأ فصل الشتاء مع انتهاء فصل الخريف، تنقسم أَهواء الأشخاص إلى مَن هُم محبّين لهذا الفصل من كل سنة ومنهم من يَشعُر بالضَّجَر منه.
لكن في جميع الأحوال وواجبٌ مُترتب على الجميع لأخذ إجراءات الوقاية الصحية اللآزمة لِتَجَنُّب الأضرار الصحيّة والفايروسات والأمراض التي تنتشر بكثرة في هذا الفصل، ومن أبرز هذه الأمراض نزلات البرد، التهاب البلعوم البكتيري، الخناق، الإنفلونزا، التهاب الأذن والحنجرة والزُكام، ومن الضروري عدم التهاون في مثل هذه الوَعكات الصحيّة.
الوقاية خيرٌ من قنطار علاج، لا يمكننا السيطرة على درجات الحرارة وهطول الأمطار وهبوب الرياح، ولكن باستطاعتنا أن نرتدي الملابس الدافئة وأن نتناول الأطعمة المفيدة والتي تمنحنا المناعة الكافية لمقومة الفايروسات المتطايرة عن طريق الرذاذ من شخص لآخر وتشغيل التدفئة مع الحرص على إبعادها عن مكان تجمع الأفراد وخاصة الأطفال تجنبًا لنشوب الحرائق ووقوع الخسائر البشرية والمادية، كما يجب أن ننتبه إلى تجمعات المياة على أسطح المنازل والساحات التي من الممكن أن تعمل على إتلاف البناء وتعفّنه بل يمكننا أيضًا أن نستفيد منها بدلا من إهدارها.
حرص الدين الإسلامي على تكريم حياة الإنسان ونَصّ في تشريعاته السماوية وفي كتابه الحنيف “القرآن الكريم” على وجوب إعتناء الإنسان بصحته وسلامته وعَدّ الطهارة بكافّة أنواعها نوعًا من أنواع الرعاية الجسدية والمعنوية وحث عليها، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾.
فنجد أن الدين الإسلامي يواكب أدق تفاصيل حياتنا اليومية والتي تتناسب مع كافة الأزمان والأحوال، وما يدعوا العَليُّ العظيم إلى أمرٍ إلّا وهو عظيم وواجب علينا تطبيقه والعمل به.
في الختام أتمنى للجميع فصل شتاء هادئ خاليًا من الكوارث الطبيعية والصحيّة والنفسيّة، وأتمنى أن يَعلو صوت الدعاء من الصميم بأن يثبتنا الله على ديننا الإسلامي ويبعدنا عن كل مكروه.