نشأة الإذاعة في الوطن العربي / هبــــــة حسين عبابنـــة

نشأة الإذاعة في الوطن العربي
هبــــــة حسين عبابنـــة
 
في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، اكتشف البشر إمكانية انتقال الصوت عبر الأثير… من هنا تم ابتكار الراديو، ومع التطورات المستمرة نشأت الإذاعة عن طريق الفيزيائي الإيطالي (جاليلو ماركوني) الذي اخترع الراديو، حتى يتم تحقيق الأهداف العسكرية والإستراتيجية وذلك من قِبل القوى الاستعمارية أو بمبادرات فردية من قِبل المهتمين بهندسة الراديو، وكانت الجزائر ومصر من اول الدول التي عرفت الإذاعة المسموعة في الوطن العربي.
ظهرت في الجزائر عام 1925على يد مستوطن فرنسي، وفي مصر ظهرت عام 1926 ومنها: (راديو القاهرة، راديو فؤاد، مصر الحرة، مصر الملكية، أبو الهول، الجيش)، كما ظهرت في العديد من الدول العربية مثل المغرب وتونس وفلسطين عام1936 والأردن عام1950. وكانت هناك مجموعة من العوامل دفعت الحكومات العربية بعد الاستقلال على وضع الإذاعات تحت إشرافها ومن هذه العوامل: سعة الانتشار، سهولة الاستقبال، ضخامة تكاليف الانشاء والتعبئة السياسية والاجتماعية.
وفي التسعينات حرصت مصر والسعودية على إقامة مراسلات قوية بقصد تقديم برامج موجهه الى الخارج، بعضها تقدم بلغات أجنبية. وبعد التسعينات انتشرت محطات (f.m) ويتميز هذا النوع من الموجات الكهرومغناطيسية بأنها (موجات قصيرة” تنقل فقط ضمن مساحات محددة” وتنقل البرامج الإذاعية المحلية والأناشيد لأنها أكثر وضوحًا وهي لا تتأثر بالتشويش وتعد قصيرة المدى أي أنها لا تعمل خارج المدن) ؛ لتحقق تعددية صوتية، لافكرية، وعملت جميعها بترخيص من السُلطة.
اليوم وبالرغم من توسع رقعة وسائط التواصل الاجتماعي بين الأفراد بعد انتشار الهواتف الذكية في معظم بِقاع الأرض، لا يزال الراديو أكثر وسائل الإعلام إتاحة للناس في سهولة ويُسر وبأقل تكلفة، ولا ننكر أن العمل الإذاعي واجه مشكلة في مسألة الإهمال من قِبَل الشعوب العربية إثر التطور الالكتروني الحالي، وتفاقمت المشكلة حتى باتت تتعلق بالتراجع الكبير الذي لحق بمضمون الإذاعات التوعوي والثقافي والفني، حتى أخذت الإذاعات نمط الترفيه التجاري، ومع ذلك تبقى الإذاعة وسيلة الإعلام الأكثر وصولًا للجمهور في كل أنحاء العالم وتبقى الجذر الأساسي الذي نَبَتت منه باقي التطورات التي نشهدها حتى يومنا هذا.