الإنتخابات النيابية وجحيم كورونا / أسامة طارق الزعبي

الإنتخابات النيابية وجحيم كورونا

أسامة طارق الزعبي

المشهد العام ضبابي وخطير ومقلق خاصة بما يمر به الوطن من إنتشار واسع وسريع ومتسارع لفيروس كورونا، بعد الزيادة المذهلة في أعداد  ونسب المصابين والوفيات يومياً ، واصبح الأردن من الدول الأكثر تاثراً بهذه الجائحة العالمية ، والتي تخبئ تحتها الكثير من الامور الصعبة والكارثية لا سمح الله والتي بدأت تطفو بعض ملامحها على السطح ، وهناك العديد من التكهنات والسيناريوهات التي ستكون مؤلمة وقاسية على الجميع وعلى كافة قطاعات الدولة المنهكة أصلاً .

الغريب العجيب الإصرار على إجراء الإنتخابات النيابية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وبدء الموجة الثانية من إنتشار فايروس كورونا ، والأكثر عجباً القرارات النيئة والفضفاضة بالتعامل مع الحملات الإنتخابية للمترشحين وخاصة إقامة التجمعات الكبيرة داخل المقرات الإنتخابية علناً ، وفي بث مباشر دون أي وازع إنساني أو أخلاقي ،وعدم تطبيق البرتوكول الصحي في هذه التجمعات لمواجهة “فيروس كورونا أو الحد من انتشاره ، والنتيجة تسجيل مئات المخالفات ومئات التعهدات الورقية دون اي عقاب يذكر ، والمحصلة مئات الإصابات بهذا الفيروس اللعين .

لماذ يطبق القانون في مواقف كثيرة وبصرامة على بعض المؤسسات الاقتصادية والمحلات التجارية والصناعية والعديد من المنشآت الصغيرة وهذا حق ، بينما نجد هناك تراخي وتباطؤ واضح بتطبيق القانون على المقرات الإنتخابية ، التي تعج بالاف المواطنيين ، وحدوث تجاوزات فاضحة يندى لها الجبين نشاهدها يوميا وأخشى أن نندم حيث لا ينفع الندم إن تفشى الوباء لا سمح الله ونفقد اعزاء علينا جميعاَ ،خاصة بعد تحذير لجنة الاوبئة اليوم أن الأردن قد يدخل في أزمة وبائية كبيرة تكون ذروتها نهاية هذا الشهر وان تتخطى الإصابات حاجز  الثمانية الآف اصابة يومياً وهذا مالا نريد.

ودعونا نعترف أن المقرات الإنتخابية  ستتسب بكارثة حقيقية  لأنها أصبحت بؤراً خصبة للفيروس، وسيكون هناك الاف الإصابات التي ستظهر لاحقاَ؟

والسؤال الأهم هل القطاع الصحي في الأردن قادر أن يتعامل ويتحمل تبعات تفشي الوباء جراء هذه التصرفات الغير مسؤولة ،بالرغم ان القطاع الصحي بذل ويبذل جهود عظيمة ومقدّرة منذ فترة طويلة وأصابه الارهاق والتعب ، واصبح الاطباء والممرضين والكواد الصحية الاخرى عرضة للإصابة المباشرة ، وتم تسجيل عشرات الإصابات والوفيات بين الطواقم الصحية والطبية ، مما قد يؤثر على عملها وقدرتها في مواجهة وباء كورونا.

ألم يكن بالامكان تأجيل الإنتخابات النيابية للخروج من الموجة الثانية من إنتشار الوباء والرجوع للمعدلات الطبيعية واجرائها ضمن شروط  صحية وظروف آمنه أقل ضرراً .

هل الحجر الشامل بعد ظهور النتائج ستكون كافية للقضاء على الوباء؟!.. أم ستعمق الجراح والأوجاع أكثر وأكثر ؟! في ظل الازمات الداخلية التي نعيشها .. والتراجع الواضح لمعيشة المواطن الأردني، أم سيكون مجلس النواب التاسع عشر البلسم الشافي لحل جميع مشاكلنا والنهوض بكافة القطاعات والقضاء على كورونا….      دعونا ننتظر .