لغة الحوار / بقلم الدكتور عثمان بني يونس

كنانة نيوز –   من ضروريات الحياة أن يعيش الإنسان رحلة حياة مع الناس… ومنذ اللحظة الأولى يدخل في شبكة من العلاقات الاجتماعية لبقائه واستمراره عضوياً ونفسياً. ومع نموه اليومي المضطرد يكون له رصيد مفردات الحوار لتعامله مع الناس ليتعلم منهم ، وهم يحرصون على تعليمه لأنه لا يمكن لإنسان أن يعيش مع الناس ويتعامل معهم دون حوار.
والحوار المنطوق بين إنسان وإنسان يكون على شكل أسئلة وأجوبه وتعليق ورأي وحكاية وشكوى ونصيحة وطلب ورجاء… إلى آخر ما يمكن تصوره من صور الحياة.
وكلمات الحوار المرصوصة في جمل تحمل المعاني والمفاهيم… ويساهم الصوت في توضيح المعاني وتأكيدها… كالاستفهام أو الاندهاش أو الاعتراض أو الموافقة أو الغضب أو السعادة…
فالكلمات لا تخرج على وتيرة واحدة… ولكن الأحبال الصوتية قادرة على الإسهام الفعال في توضيح المعاني بأن تخرج كل كلمة بشكل يتفق مع المعنى المقصود… بحيث تكون نفس الكلمة يمكن أن يكون لها أكثر من معنى حسب نطقها… وأيضاً انفعالات الإنسان التي تظهر على الوجه تساهم في تأكيد معاني الكلمات… وهذا يتوقف على الأداء المناسب للكلمة والانفعال المصاحب لها… والانفعالات التي على الوجه دائماً تكون أكثر دقة من الكلمات المنطوقة.
وكذلك الإيماءات أي حركة الرأس واليدين أي أن الإنسان يستخدم كل إمكاناته من أجل توصيل معنى معين.
وهكذا يمضي الحوار بين إنسان وإنسان وفق لغة مشتركة منطوقة وغير منطوقة… وقد لا تكون هناك كلمات ولكن لا يزال الإنسان يستطيع أن يفهم إنساناً آخر من خلال عينيه وعضلات وجهه… وهذا شكل من اشكال الحوار غير اللفظي وهو أيضاً هادف له معنى.
واللغة كالكائن الحي تنمو وتنضج… فلغة الأطفال غير لغة الكبار… ولغة الجاهل غير لغة المتعلم… ولغة المتعلم غير لغة المثقف… السن والذكاء والتعليم والثقافة كلها عوامل تؤثر على مدة نضج اللغة… واللغة الناضجة المستخدمة في الحوار هي التي تحمل المعاني بشكل واضح وهادف مع الاستعانة بأقل الكلمات.
مدير التربية والتعليم للواء بني كنانة
الدكتور عثمان بني يونس