اربعيني : سيجارتي جعلتني مجرما بحق نفسي وعائلتي ومجتمعي حتى جاء النذير

كنانة نيوز  – محمد محسن عبيدات

اربعيني تعلم التدخين في سن الشباب ” المراهقة ”  و البداية كانت بطريق الصدفة عندما وجد علبة سجائر في الطريق العام  احتفظ بها في بيته دون علم اسرته , حاول ان يتخلص منها ببيعها لزميله المدخن , الا ان  زميله اصر عليه بالتدخين بطريقة وبأخرى ومن هنا بدأت معاناته مع التدخين .

الاربعيني  يروي للكنانة نيوز قصته بكل صراحة من بداية اشعال السيجارة الاولى حيث قال :  في ذلك اليوم المشؤوم اشعلت اول سيجارة بعد اصرار كبير من صديقي المدخن,  ولم يعجبني مذاقها ورائحتها , وفي كل مرة نلتقي يلح علي بالتدخين واقنعني بان التدخين نوع من البريستيج العالي عند الشخصيات ويعكس الرجولة عند الشباب , ومع مرور الايام شعرت بحاجتي للتدخين وازداد ذلك الشعور يوما بعد يوم , واستمر الوضع على هذا الحال حتى كشف الامر عند اسرتي , وتم توبيخي ومعاقبتي كثيرا وحرماني من المصروف الا انني اصررت على التدخين واستعنت بالمدخنين لتزويدي بعلب السجائر , وكثيرا ما  كنت اعمل في الانشاءات لتامين ثمن الدخان , حتى حصلت على وظيفة براتب شهري في القطاع العام واصبحت ادخن بشكل علني في كل مكان .

ومع مرور الزمن شعرت بالإدمان الشديد , ووصل بي الامر ان ادخن علبة  سجائر في اليوم وازداد الوضع سوءا حتى اصبحت استهلك علبتين في بعض الايام  فلجات الى الأراجيل للتخفيف من شراء علب السجائر اليومية , و بدون فائدة فأصبحت ادخن خلال ساعات النهار وفي الليل استخدم الارجيلة لساعات متأخرة من الليل . عانيت كثيرا من امراض اللثة والاسنان سنوات طويلة  واصبت بتصلب في الشرايين وتسارع في دقات القلب و ارتفاع ضغط الدم وصداع في الراس  وكحة ورائحة الفم الكريهة ,ناهيك عن المشاكل العائلية في البيت وفي الاماكن العامة ووسائط النقل وكنت اتعرض باستمرار الى انتقادات لاذعة من العامة .واصبح همي الاكبر سيجارة , وشهر رمضان يمضي علي كانه عام , وما ان اسمع صوت الاذان حتى اقوم بالهجوم على علبة السجائر كالمجنون وقبل ان اتناول طعام الافطار , ومع مرور الزمن ضاقت علي الاحوال الاقتصادية وخاصة في نهاية كل شهر لا اجد من النقود ما اكمل به مصاريف المنزل واحتاج باليوم الى علبة او علبتي سجائر وقهوة وهذا يكلفني ما لا يقل عن خمسة دنانير وهي تكفي لشراء اغراض البيت الاساسية اليومية من خبز ولبن وخضار . ارهقني الموضوع كثيرا بسبب مصاريف البيت والاولاد و الراتب  اصبح لا يكفي للعيش بكرامة , وتدهور الوضع الصحي لدي ولا حلول والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم , وفكرت مليا ان اقلع عنه  الا انني لم استطع لدرجة انني شعرت ان التدخين اهم من الماء والطعام .

وفي احد الايام اصبت في التهاب حاد في الرئتين وعلى اثرها راجعت المستشفى ونصحني الطبيب بترك التدخين نهائيا و ان فحوصاتي المخبرية غير مطمئنة , واصر علي الجميع بان اترك التدخين وتزامن خروجي من المستشفى مع انعقاد دورة للإقلاع عن التدخين في المستشفى للمجتمع المحلي  شاركت بها وكانت في نيسان 2017  ومن هذا التاريخ كان القرار الحازم بالإقلاع عن التدخين بشكل نهائي, وقمت بوضع برنامج يومي للتخلص من هذه الافة اشتمل على الرياضة الصباحية والمسائية وتناول السوائل والخضار والفواكه وغيرها . لقد عانيت في البداية وقررت الابتعاد عن المدخنين واماكن التدخين  واشغال الوقت بالكامل  , والغيت السهر حتى بدأت بالتعود على الحياة بدون تدخين , ومضت الايام وشعرت بتحسن كبير في الصحة وعلاقتي بمن حولي اصبحت حميمة وقوية ومعنوياتي عالية واصبحت اشعر بالرشاقة اثناء السير والصعود للاماكن المرتفعة وكأني ولدت من جديد , وراجعت المستشفى بعد ثلاثة شهور واجريت فحوصات كاملة للدم والحمد لله كانت طبيعية.

نعم مضى اكثر من عام على اقلاعي عن التدخين وتغلبت عليه بكل عزم وقوة اصرار وفزت بالكثير صحتي واسرتي ووفرت الكثير من المال بدل عبوات السجائر والاراجيل حيث ان معدل الصرف اليومي تجاوز 5 دنانير في اليوم وفي العام الواحد وصل المبلغ الى ما يقارب2000 دينار. لقد عاهدت نفسي ان احارب افة التدخين في كل مكان وزمان ابتداء من المنزل وفي كل مكان في البيت اضع ملصقات تحذيرية عن التدخين وعلى زجاج مركبتي وقمت بجمع المطويات التوعوية عن افة التدخين واقوم بتوزيعها للمقربين والعامة . واليوم اقول لكل المدخنين : السيجارة خطر مميت ,  فهي اقرب طريق الى السرطان والموت البطيء , انت اقوى منها , ولا تستسلم لها , اقتلها قبل ان تقتلك بالقوة والعزيمة والاصرار , وحافظ على حياتك وصحتك لأنها ليست ملكا لك , وعش لنفسك واسرتك وتمتع بالحياة فانك فان .