مقارنة بين الحملات الانتخابية في الدول النامية والمتقدمة / بقلم محمد محسن عبيدات  

مقارنة بين الحملات الانتخابية في الدول النامية والمتقدمة / بقلم محمد محسن عبيدات  

تعتبر الحملات الانتخابية هي الوسيلة المستخدمة في كل دول العالم لنقل افكار وخطط وبرامج  ومواقف المرشحين بشأن القضايا المحلية والعالمية ، وعرضها على الناخبين قبل موعد الاقتراع  بيوم , حيث  تبرز أهمية الحملات الانتخابية للمترشحين  بالتأثير على أكبر عدد  من الناخبين ومحاولة اقناعهم بالبرنامج الانتخابي وكسب الرضا للوصل الى قبة البرلمان ، والحملات الانتخابية تتم ضمن مكان وزمان معين وصولا الى هدف محدد وهو التأثير على الرأي العام من خلال برامج مدروسة وواقعية ومواقف وطنية وعالمية  .

الحملات الانتخابية مختلفة بين الدول المتقدمة والنامية , ويدرك المترشحون اهمية  وقوة تأثير الدعاية الانتخابية , حيث  يستخدم المترشحون مجموعةً متنوعة من التقنيات والوسائل للوصل الى الناخبين ونقل رسائلهم  ومن اهمها الوسائل التقليدية ووسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها  , والاردن واحدة من هذه الدول النامية التي ما زال المترشحون للانتخابات النيابية  وغيرها  يستخدمون الاساليب القديمة باهظة التكلفة محدودة المكان ولا تراعي  حرية الاختيار وسلبها وعدم احترام افكار الناخبين لاختيار الافضل والأكفأ من خلال البرامج الانتخابية المدروسة الدقيقة والواقعية .

اهم ما يميز الحملات الانتخابية للمترشحين في الدول المتقدمة ان غالبيتهم من الشخصيات السياسية والاقتصادية  والاكاديمية  ولديهم الكفاءة والخبرة  , ويعتمدون في الدعاية الانتخابية على المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والالكترونية من خلال اللقاءات والمناظرات والمؤتمرات الصحفية , ومن خلالها يتم عرض برامجهم الانتخابية بشكل دقيق وشفاف  لمعالجة الخلل والتحديات التي تواجه تلك الدول ضمن برنامج زمني محدد , ومن خلال اللقاءات والمناظرات الاعلامية بين  المترشحين يتم اعطاء الفرصة للناخب لاختيار الافضل و التركيز على البرنامج الانتخابي والنتائج التي سيتم تحقيقها عند الفوز ومقدار الفائدة التي ستنعكس على المصلحة العامة ,ويتعامل المرشح بكل مصداقية وشفافية مع الناخبين ويعرض برامجه وأهدافه حتى يحصل على ثقة الناخبين , وتتضمن الحملات الانتخابية كذلك توعية المواطنين بأهمية الانتخابات والدعوة الى المشاركة فيها .

واهم ما يميز الحملات الانتخابية للمرشحين في الدول النامية  ان غالبتيهم من الشخصيات العامة ومن كافة القطاعات والثقافات وبغض النظر عن الكفاءة والخبرة , ويعتمدون على الصور الشخصية مختلفة الاحجام  بكميات كبيرة  وعلى اليافطات والمنشورات الورقية  واللوحات الاعلانية والتي تتضمن كذلك صورهم  مع شعارات براقة , ويتم الاتصال بالناخب لإيصال رسائلهم  من خلال  استخدام اعمدة الكهرباء والهاتف والشاخصات المرورية  واسوار واسطح المنازل والمحلات التجارية  وجوانب الطرق والدواوير والاشجار المحيطة بالطرق , والمركبات الخاصة والعامة , والصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي  , ويتم عرض برامجهم الانتخابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مقروءة او مصورة و غير دقيقة نظرا لصعوبة تنفيذ بنودها  والمبالغة فيها مقارنة مع اوضاع وامكانيات تلك الدول و التركيز على الجوانب الخدمية والابتعاد عن الدور الحقيقي للمجلس . والتواصل الاكثر فعالية من الناخبين يتم من خلال زيارة المنازل  والدواوين مع عدم مراعاة خصوصية  الناخب واجبارهم على الاستماع لهم وحثهم على الاداء بأصواتهم  لصالحهم  , واستخدام المال الاسود  والمساعدات العينية والنقدية  في كسب التأييد  , وخداع الناخبين أو التدليس عليهم بطرق مختلفة  ,واستخدام أسلوب التجريح أو التشهير بالآخرين في الدعاية الانتخابية .

لا يدرك الكثير من المترشحين اننا في القرن الواحد والعشرين وتحديدا في هذه الفترة في جائحة كورونا والتي اجتاحت العالم والاردن واحدة من هذه الدول , اصبحت المؤسسات الاعلامية  وتحديدا  المواقع الالكترونية تحتل المرتبة الاولى في حياتنا اليومية لكونها المصدر الاول والاخير للحصول على المعلومة  والاخبار والتسويق والاعلان , والبيع والشراء … الخ  , و اصبح الجميع يعتمد على الانترنت من خلال استخدام الموبايل والاجهزة الرقمية الاخرى التي تواكب التطور التكنولوجي ، فالعالم اليوم يستخدم التكنولوجيا الحديثة والتطور في مجمل حياة الفرد اليومية .

تلعب المؤسسات الاعلامية في دول العالم الدور الاكبر والاهم في  الدعاية  الانتخابية  من خلال الخدمات التي تقدمها  للمرشح  لترويج وتسويق نفسه بالأشكل الامثل , و الحملات الانتخابية  من لقاءات ومناظرات ومؤتمرات صحفية على المؤسسات الاعلامية ,و المواقع الالكترونية اصبحت الان من افضل الوسائل  الاعلانية  والتسويقية والترويجية نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في نقل الرسائل الاخبارية لكافة الشرائح في المجتمعات و على مختلف مستوياتهم الثقافية والعلمية ولتجاوزها كل الحواجز والحدود ووصولها الى كل مكان,  فعملية الترويج للحملات الانتخابية نجدها متطورة وناجحة وتحقق الهدف المرجو منها بكل سهولة ويسر , مع مزيد من المزايا والمتمثلة  بالتكلفة المنخفضة والسرعة في التنفيذ والانتشار الاوسع , واستهداف الشريحة او الفئة  او المنطقة المعنية بالإعلان  .

لا بد من ان يكون هناك مبادئ وثوابت اساسية لا يمكن الاختلاف عليها بين المترشحين والناخبين حتى نستطيع ان نصل في نهاية الطريق  إلى انتخابات سليمة وناجحة تعكس الحس الحضاري لدى الشعوب في مشاركتهم في اختيار ممثليهم في المجالس النيابية لخدمة المصلحة العامة فقط .