خليكوا على قهوتِكم ودِلالِكم / بقلم رائد عبدالرحمن حجازي

خليكوا على قهوتِكم ودِلالِكم

بقلم:رائد عبدالرحمن حجازي

راجت مؤخراً مقالات لبعض أصحاب المعالي والعطوفة وبعض رجالات الدولة السابقين , حيث ينتقدون فيها الأوضاع الحالية وخصوصاً ما يعصف بنا من تغول على جيب المواطن بحجة فرض الضرائب لسداد عجز الموازنة وغيرها .
أقول لهم كلامكم جميل ويدغدغ المشاعر وفيه ضرب على وتر حساس يمس كل الناس , وأنا وعامة الناس معكم في كل ما تقولون , ولكن لي بعض التساؤلات والتي من حقي أن أضع خلفها اشارات استفهام كثيرة ومنها :-
لماذا لم تطبقوا ما تقولونه الآن عندما كنتم أصحاب قرار ومركز وسيادة ؟
لماذا لم نسمع منكم هذا الكلام قبل أن تخلوا مقاعدكم الجلدية ومكاتبكم الفاخرة ؟
لماذا لم تقفوا وتتصدوا في وجه القوانين المجحفة والتي تم اتخاذها حينما كنتم بمناصبكم بينما كان العوام يشكوا ليل نهار من ضيق الحال ؟
لماذا لم تبرزوا لنا ككُتّاب وأصحاب أقلام حرة عندما كنتم تعتلون السيارات السوداء ذات الزجاج الأسود القاتم ؟
لماذا لم تصدحوا بالحق ورفعتم صوتكم عالياً حينما كان حُرّاسكم ومرافقيكم من حولكم ؟
لماذا لم نسمعكم عندما كنتم تعتلون المنابر والميكروفونات أمامكم ؟
يا سادة فلتعلموا بأن المريض لا يشعر بحاله إلا من جرب المرض وعانى الأوجاع والآلام بالرغم من أن الطبيب يُعالج ويقدم العلاج . وهنا ربما يقول قائل منكم نحن بمرتبة الطبيب لكم اليوم , فأقول له عذراً منكم فالطبيب قد كرّس وأفنى زهرة شبابه في تعلم مهنة الطب ليقدم العلاج للمرضى , ولم يسقط بمظلة من السماء بين ليلة وضحاها كما أنتم الأن .
أنا لست مدافعاً عن الإجراءات الحكومية والتي تتسلل لجيوب الغلابة بكل يسر وسهولة لتنتش ما في جيوبهم هذا إن بقي في جيوبهم شيئاً , ولكن أحببت أن ألفت نظركم وأقول لكم بأن الناس زاد وعيهم وأصبحوا يميزوا الغث من السمين .

لذلك أقترح عليكم بأن تبقوا قابعين في بيوتكم على قهوتِكم ودِلالِكم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا , ويكفيكم ترأس الجاهات والعطوات فوالله إنها مفخرة لكم .