الافتاء.. التصويت في الانتخابات أمانة وشهادة أمام الله

كنانه نيوز  –  قالت دائرة الافتاء العام بأن التصويت في الانتخابات أمانة، ينبغي على المسلم أن يحافظ عليها ويؤديها بالشكل الصحيح، وهي كذلك شهادة سيسأل عنها أمام الله تعالى، قال الله تعالى: (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف/19.
واكدت الدائرة في اجابة عن سؤال ‘ما هي صفات من اريد ان يمثلني في مجلس البلديات، خاصة ونحن مقبلين على انتخابات البلديات واللامركزية؟’ بأن المسلم سيسأل عن هذه الشهادة يوم القيامة، فلا يجوز له أن ينتخب من لا يراه كفؤاً حتى لو كان قريباً أو صديقاً، أو مقابل أن يأخذ شيئاً من المال أو الهدايا ثمناً لصوته وشهادته من أيٍ من المرشحين مقابل انتخابه.
وبررت الدائرة ذلك بأن هذا يؤدي إلى أن يصل إلى موقع المسؤولية من ليس أهلاً لها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ). قالوا: كيف إضاعتها يا رسول اللَّه؟ قال: (إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ؛ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ) رواه البخاري.
واضافت الدائرة بأن الانتخابات البلدية وسيلة شرعية لإبداء الرأي بحرية وأمانة، وعملية شورية تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، الغاية منها اختيار مجالس بلدية في كل المحافظات، تتولى شؤون المدن والقرى من حيث نظافتها، وصيانتها، وتنظيمها على أسس علمية وفنية، لتصبح كل مدينة وقرية شامة بين مثيلاتها.
مؤكدة على ان مسؤولية المجالس البلدية كبيرة، لا يقوم بها إلا من اتصف بالكفاءة والاقتدار، والرغبة في العدل وإقامة الحق والإحسان، وكان على علم بوجوه التصرف بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن، ويعزز من قيم الولاء والانتماء عند المواطنين، قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف/55.
ولذا ينبغي بحسب دائرة الافتاء أن يتم البحث عمن يتمتع بالصفات التي تؤهله لشغل هذه المسؤولية الكبيرة، من أمانة على العباد والبلاد، والإخلاص في خدمتهم، مع القوة الشخصية والمعرفية في القوانين والأنظمة ودراية بشؤون المنطقة التي يترشح عنها. قال تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) القصص/26. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه عندما سأله الولاية: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) رواه مسلم. والله تعالى اعلم