إشهار كتاب ” قرية إبدر ” للكاتب علي موفق الدقامسه

كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات
تم إشهار كتاب ” قرية إبدر ,,تاريخ الارض والانسان ” للمؤلف الاستاذ علي موفق الدقامسه برعايةأستاذ التاريخ الحديث الدكتور أحمد محمد الجوارنه وبحضور كبير من قبل الفعاليات الأدبية والثقافية والشعبية والاهلية في ديوان عشيرة الدقامسه بإبدر .
وأكد الدكتور الجوارنه على أهمية دعم المؤلفين والادباء والمثقفين في الاستمرارية في مسيرتهم , وأن هذا الامر يتأتى من خلال توفير الاجواء المناسبة لهم , الى جانب تقديم الدعم المادي لهم والعيني والمعنوي خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون في شتى مناطق المملكة , منوها الى أهمية الكتاب في حياة الشعوب وتقدمها وتطورها , حاثا الجميع الى العودة لقراءة الكتب , كونها الحاضنة لثقافات الامم والشعوب , متمنيا التوفيق للكاتب الدقامسة .
من جانبه قدم الكاتب الدقامسة شكره وتقديره للدكتور الجوارنه على رعايته لحفل الاشهار لكتابه , ولكافة الجهات الرسمية منها والشعبية التي ساهمت وساعدته في إنجاز وكتابة هذا الكتاب الذي يحمل إسم قريته التي يحب ويهوى ,مستعرضا جملة من الامور التي رافقت وتزامنت مع عملية الكتابة , مبينا بعض محتويات الكتاب الذي يؤرخ لحقب تاريخية من حياة وتاريخ ابدر الذي لا يعتبر جزءا من تاريخ الاردن , وأنه نتاج لتعب قرابة الثماني سنوات من البحث والتمحيص والدراسة وتحليل مراجع وكتب وبيانات حديثة وقديمة , وأنه يقع في 420 صفحه , وتم قراءة 200 مرجع وتحليل300 وثيقة .

والجدير بالذكر بأن الكتاب يتناول العديد من القضايا حول قرية إبدر التي تقع في لواء بني كنانة في محافظة إربد، وعالج الكتاب المعلومات بطريقة منهجية اعتمدت بشكل رئيسي على الوثائق والمخطوطات سواء الأردنية أو العثمانية أو دراسات المستشرقين، بالإضافة إلى دراسة ومقارنة الروايات المحلية فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية.

يستعرض الفصل الأول من الكتاب بعض ما كتبه الرحالة والمستشرقين فيما يتعلق بقرية إبدر وتدقيق ما كتبه المستشرقون وتوضيح المعالم والآثار التي تناولوها خلال مرورهم في القرية وتدوين ما شاهدوه ووصفوه ورسموه.

بينما يتحدث الفصل الثاني عن العصور والحضارات التاريخية كالعصور الحجرية والحضارات والممالك والامبراطوريات القديمة التي شهدتها القرية، ومحاولة تسليط الضوء على اثر تلك الحضارات على القرية من ناحية تشكلها وتسميتها وآثارها. فالآثار والشواهد في القرية تدل على أن عددا من الحضارات القديمة قد وضعت بصمتها في القرية مثل الحضارة الرومانية والبيزنطية. كما يناقش هذا الفصل أصل تسمية القرية باسمها الحالي “إبدر” بتدرج تاريخي بما وجده الباحث من أصول وروايات اعتمادا على نتائج الفصل الأول.
وجاءت الحضارة الاسلامية في الفصل الثالث، حيث تناولت الدراسة تاريخ العرب والحضارة الإسلامية من بداية دعوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتشكل أول دولة إسلامية وانتشار النهضة الإسلامية ونشوء الممالك والحروب والصراعات انتهاء بحضارة المماليك في المنطقة وتحديد موقع القرية في هذه الحضارات حتى لو لم يكن لها تأثير يذكر، لكن ناقش هذا الفصل الوضع الإداري والسياسي والاجتماعي الذي كانت سائدة انذاك.
وفيما يتعلق بالفصل الرابع، والذي يبدأ بدخول البلاد تحت الحكم العثماني بعد هزيمة المماليك في المنطقة. وقد تناول الباحث في هذا الفصل معظم الوثائق التي تحتوي قرية إبدر من ناحية دفاتر الطابو والاسكان واليوقلمة والحجج الشرعية وغيرها التي اثبتت وجود قرية إبدر وقرية كنيسة آنذاك واسماء سكان المنطقة والضرائب التي كانوا يدفعونها وخاصة في القرن السادس عشر الميلادي.
وتتناول الدراسة في الفصل الخامس الاوضاع السائدة في المنطقة بعد انتهاء الحكم العثماني والفراغ السياسي وغيرها من الأوضاع الناتجة التي لا يمكن فصلها وفصل تأثيراتها على قرية إبدر، وعالجت الدراسة الظروف التي مرت بها المنطقة وكيف كان الأهالي في القرية يتدبرون أمورهم في ظل الارباك وشبه الفراغ السياسي والإداري قبل تشكل إمارة شرق الأردن.
وفي الفصل السادس، تتناول الدراسة قرية إبدر في ضل نشوء وتطور إمارة شرق الأردن في عهد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وقيام حكومات شرق الأردن بتطوير الجهاز الإداري وتنظيم أمور المجتمع، وادرجت الدراسة جميع اسماء مالكي الاراضي في فترة الثلاثينيات من تلك الفترة وتوزيع الينابيع والابار في الاودية والمزارع، إضافة إلى قرار نقل مركز ناحية بني كنانة إلى إبدر.
وقد كان للحياة الاجتماعية لسكان أهل القرية الكثير من البحث، فقد تناول الفصل السابع معظم مظاهر الحياة الاجتماعية للقرية سواء من ناحية التكوين العشائري، والمساكن والبيوت القديمة وما تحتويه من أثاث وادوات سواء صناعية أو زراعية، وسلطت الدراسة الضوء على المنتوجات الزراعية في القرية على مر العقود، وتناولت ايضا حياة الفلاح اليومية في بيته وحقله. إضافة الى ذلك، تناولت الدراسة الحياة الاجتماعية في القرية من مراسم الخطبة والزواج وعاداتهم وتقاليدهم.
وارفق الباحث الدقامسه وثائق عقود الزواج لبعض شباب القرية وبناتها ومقدار المهر واسماء الشهود والمخاتير. ويحتوي الفصل السابع ايضا على الامثال واللهجة والمصطلحات الريفية في القرية، اضافة الى دراسة مراحل تطور التعليم واسماء بعض المتعلمين في العقود المتأخرة واسبابها وحيثياتها. الى جانب ذلك، استعرضت الدراسة مظاهر تطور قرية إبدر إداريا من مرحلة الهيئة الاختيارية ومن ثم المجلس القروي حتى مرحلة البلديات.
ولانه لا يمكن فصل قرية إبدر عن الاحداث والصراعات العربية الإسرائيلية، جاء الفصل الثامن يعالج ويناقش المراحل التاريخية ابتداء من النكبة الفلسطينية وسقوط أول شهيد من قرية إبدر، ويستمر الفصل الثامن في ذكر بعض اسماء المجاهدين من أبناء القرية في حروب 1948 وحرب 1967 ومعركة الكرامة 1968.