المبراة.. / أحمد حسن الزعبي

المبراة..

أحمد حسن الزعبي

هذه القضية رقم ١٤ بتاريخي المهني، كان قد افتتح مقاضاتي رئيس وزراء أسبق قبل ٨ سنوات واختتمها اليوم (وزير أسبق) مروراً بكثير من مسؤولي ووزراء الصدفة الذين لا التفت اليهم ولا أحفظ اسماءهم لأنهم أقل من أشغل دماغي بحزء من الميجا بايت لأذكرهم، بالمناسبة عادة لا انشر أخبارا ولا صورا للقضايا التي استدعى اليها لأني صرت أعتبرها جزء من عملي اليومي…لكن قضية اليوم استوقفتني طويلا ؛ لأن ما زال هناك بعض العقول تعتبر نفسها فوق القانون وفوق المساءلة ، والأنا متورمة لديها حد الشفقة بحيث يعتقدون أن موظفي المحكمة والمارة وأصحاب عربات التمر هندي سيخرّوا ساجدين بمجرد مرورهم، فهم يعتقدون بنفش الريش وهم مماعيط ، لا يحتملون النقد ولا التشكيك…

بالمقابل استوقفني طيبة الناس ولهفتهم لخلق رموز تشبههم والتعبير عن حبهم بعفوية لمن يدافع عنهم…والأهم من كل ذلك تأملت طويلا بموقف صديقين وزميلين رائعين لم يكونا مشمولين معنا بالقضية وانما أتيا للمؤازرة؛ الأول الصديق الشهم جمال حداد مالك وناشر موقع الوقائع الاخبارية الذي أحضر (قوشان) أرضه وسند تسجيل بيته ليكفلنا في حال تم توقيفنا متبرعا دون أن نطلب أو ندري..والصديق الطيب أحمد التميمي الصحفي بجريدة الغد الذي ترك سيارته بأحد الشوارع الفرعية بعد ان تعرض لحادث سير وهو بالطريق الينا…هذه المواقف لا تقدر بثمن…
أصحاب الألقاب البلاستيكية قد تستطيعون شراء المنصب أو اللقب بالثمن الذي تدفعونه من انحناء وخلع قطع المبادىء..لكنكم لن تستطيعوا شراء محبة الناس واحترام الناس لكم …
كلما رأيت وجع الموجوعين وأحسست بزفير المظلومين، عرفت ان هذا استفتاء صامتا للحق، يا من (تعدّون الملف في مكاتبكم بسرية ووعيد لن أخاف ومعي دعوة فقير )….كلما زدتم من ارسال الرسائل الخفية….كلما امسكت مبراتي وشحذت قلمي…
لن تكسروا هذا القلم مهما استطالت سكاكينكم
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com