اليوم العالمي للمخدرات..تحديات جديدة !/ كاظم صالح الكفيري

اليوم العالمي للمخدرات.. تحديات جديدة !

كاظم صالح الكفيري

يحتفل العالم في السادس والعشرين من كل عام باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهي مناسبة لتقدير الدور الذي تضطلع به الهيئات المختلفة حول العالم لمكافحة هذا ” الوباء ” المتفشي الذي صار يشكل تحدي جديد أمام الحكومات ويستنزف طاقات وموارد كبيرة ويعد مصدر تهديد رئيسي للملايين من الضحايا، وهي فرصة لنحيي جهود العيون الساهرة على أمن المجتمع وصحة شبابه، لجميع ضباط وأفراد ادارة مكافحة المخدرات في الامن العام، وأترحم على أرواح شهداء الواجب الذين قايضوا أرواحهم بحماية أرواح غيرهم من أبناء مجتمعنا. وأسجل هنا التطور الذي شهده جهاز الأمن العام في مجال مكافحة المخدرات، تأهيلاً وتدريباً وموارد متطورة في ظروف شاقة وبالغة التهديد لكوادر الجهاز، وادارة مكافحة المخدرات في الأمن العام صارت يعد بيت خبرة عربي ودولي.
لقد استبق الاردن العالم بالتنسيق المؤسسي للحد من تفشي عمليات التهريب والتسويق والترويج، وفي وضع برامج توعوية لمختلف الفئات الاجتماعية وبرامج خاصة لرفع مستوى الوعي لدى الطلبة والشباب ممن هم على مقاعد الدراسة.
ومن التحديات التى تواجه الأردن في هذا المجال تعدد انواع واشكال المخدرات وخاصة المخدرات المصنعة والتي تروج تحت مسميات مغرية بالاضافة الى شيوع التنسيق بين تجار الموت من ضعاف النفوس ممن يفتقدون أدنى مشاعر إنسانية أو ضمير وأدنى إحساس وطني. وأعتقد أن المجتمع يساعدهم في مساعيهم الذميمة لو وفر الغطاء لهم بالتوسط لهم أو الضغط على الجهات الرسمية لثنيها عن تطبيق القانون بحق هؤلاء، وأظن أن مساعدة المجتمع لهؤلاء في الترويج أو التستر على أفعالهم والتواطؤ معهم سيزيد من مخاطر تعرض حياة عشرات من الشباب لتهديد الموت أو الضياع. يجب أن يتم تنفيذ القانون بعيداً عن الضغوطات الاجتماعية وبعيداً عن حالات التعاطف غير المبررة في حالة التجار والمروجين وهذا تهرب من المسؤولية وسلبية ولايجوز تبرير عمل شيطاني يستهدف أبناءنا وموارد وطننا.
تميز وطننا بمنظومة قيمية واجتماعية لا تزال – عموماً – تجرم اجتماعياً الاتجار بالمخدرات وترويجها وتعاطيها، ولا نزال نشهد على انجازات كبيرة تقوم بها ادارة مكافحة المخدرات وهيئات أخرى، نفخر كأردنيين بالمؤسسية والتنظيم والاستراتيجيات التي يتبناها الجهاز بالاضافة الى الجهود الوطنية والأهلية الأخرى، ولن أنس جهود كوادر مركز معالجة الادمان الذي يتعامل مجاناً وبسرية تامة في حالات معالجة المتعاطين، كل هذا التطور تعزز كثيراً خلال العقدين الآخيرين برعاية ملكية سامية.