كف ما بلاطم مخرز / رائد عبد الرحمن حجازي

من كتابي( خُربُط بُربُط)

كف ما بلاطم مخرز

رائد عبد الرحمن حجازي

مثل شائع يُقال لمن يُعاند من هو أقوى منه سلطة أو بأساً وجبروتاً . تعودنا منذ نعومة أظفارنا بأن لا نُعاند صاحب القوة أو صاحب النفوذ وذلك من باب توفير الجهد وعدم إضاعة الوقت وكسب ماء الوجه . كبرنا وكبُر معنا مخرزهم وصغُر كفّنا , لدرجة أنه لم نعد نستطيع حتى رفع الكفّ ولو من بعيد .
خطر ببالي هذا المثل وأنا أتتبع قرارات وقوانين تُفصّل وتُجهّز بالتو واللحظة دون الأخذ بعين الإعتبار لنتائجها الظالمة على الناس . فأصحاب المخرز وبعد أن أدركوا بأن مخرزهم لن يجد أمامه أي كفّ يعترض طريقه أو حتى إصبع واحد , راحوا يضربوا بمخرزهم يمنةً ويسرةً .
ولكي أعرف ما هو سر قوة المخرز توجهت لكتاب ( علم المخارز في ثَقِب الجلد والمغارز , للإسكافي حذوان ابن نعلان ), لأتفاجأ بأن المخرز قوته محدودة وثابتة , لا بل على العكس , فقوة المخرز تكون ضعيفة إذا ما واجهت كفًّا قوياً , وليس هذا فقط , فعلم المخارز يقول بأن وضع حجراً صغيراً في الكف يصد المخرز وربما يكسره في بعض الأحيان .
لذلك أقدم إعتذاري للمثل القائل : (الكف ما بلاطم المخرز) وسأرد عليه وأقول : (الكف يلاطم المخرز).
ملاحظة هامة : الحجر المُراد وضعه في الكفّ يمكن أن يكون محلي أو دولي , وذلك حسب مصدر المخرز .