من حوران إلى حيفا ..سردية النضال الأردني/ بقلم كاظم الكفيري

من حوران إلى حيفا .. سردية النضال الأردني

بقلم :كاظم الكفيري

سرّني اصدار الدكتور زياد الزعبي لمؤلفه الجديد ( من حوران إلى حيفا) وهو سردية لمذكرات والده المرحوم طيب الذكر الحاج محمد يوسف الزعبي، راصداً لمراحل توطد العلاقة التاريخية الأردنية الفلسطينية التي سبقت احتلال اجزاء من فلسطين العام 1948، وتحديداً مدينة حيفا التي كانت شريان اقتصادي حيوي للفلسطينيين والأردنيين.

ولئن أخذت السردية الاسلوب الروائي في سرد العديد من القصص بطريقة شيّقة وماتعة، والغوص في بعض التفاصيل باسوب مريح يجعل القارئ يعايش الحدث، بل ويتبنى المواقف التي ناهضت الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

من حريما إلى حيفا، وبينهما سهولٌ وتلال وأودية، ودونها كدّ وتعبٌ وشقاء، صاغ الدكتور زياد الزعبي في مؤلفه طبيعة العلاقة العضوية بين بلدين يواجهان المصير نفسه، واهميته انه رصد لمراحل مهمة من التحولات، في مرحلة تاسيس التعليم في الاردن وتقبل المجتمع الريفي للتغير الاجتماعي والمحافظة على نمط الانتاج دون احداث تطوير لوسائل الانتاج، وتمثلت في تمرد الحاج محمد على السائد وصياغة حلم اخر بديل للتعليم الذي حرم منها لعدم ايمان المجتمع به، لتقوده رحلته للذهاب الى حيفا المدينة الساحلية الجميلة للعمل في مينائها تاجراً صادقاً صدوقاً بشهادة من عرفه. ومدنيتها التي تعتبر مغايرة لما هو موجود في حوران، ولان العلاقة شهدت تطورا كبيرا في علاقة الحورانه بحيفا وفلسطين تم عمل جمعية لتنظيم عملهم والمحافظه على حقوقهم، وهذه التجربة اعطت ابو زياد وعياً تنظمياً مدنيا عمالياً يعرف العامل الحوراني بحقوقه والواجبات التي عليه، فيرفض فكرة الاستغلال، واهم ماجاء في سردية الدكتور زياد الزعبي مساهمة الحورانه في مقاومة اليهود والانكليز ومساندة ثورة القسام. وانا شخصيا تاثرت بوصف خلجات النفس والاحباط في نفس ابو زياد رحمه الله من سقوط مدينة حيفا ووصف حالة الهرج والمرج بخروج الانكليز منها وتركها في ايدي العصابات الصهيونية والبطش باهالي المدينة واخراجهم الى الميناء.

ابارك لابي مظفر هذا الاصدار والجهد المبذول فيه وفي حكايات ايام وعقود ومرحلة بدايات حياته في حوران اولاً وسفره لفلسطين، وتصويره للمدينة بشخوصها وحارتها وشوارعها الى يوم سقوطها وصدق العم ابو زياد رحمه الله ان خسارتها كانت بسبب الانقسام العربي والفرقة والتامر عليها والارتباط مع الاستعمار.