يوميات سالم ح 29 / أكرم الزعبي

يوميات سالم
ج ٣ – ح ٢٩
أكرم الزعبي
ـــــــــ ـــــــــ
– لا إله إلا الله، الوضع مش طبيعي، الناس انجنّت يا ابو محمد، والله مِيْة كورونا ما وقّفت هبلهم وجنانهم.

– لَه يا سالم، ليش بتحكي هيك؟

– وانت تذكر الله يا ابو محمد…

– لا إله إلا الله.

– امبارح بالليل بعد ما الحكومة مدّدت الحظر للاهدعش بالليل طلعت ع السوق، بالطريق، انسى جنان السواقين، اللي بتزروق من هون واللي بعطيك غماز شمال وبروح يمين، واللي مسكر على أربع سيارات مشان يشتري قارورة مي واللي واللي، كل هذا مش مهم، يا رجل واحدهم بحط الظو العالي بوجهك وتعال اعطيه عالي واطي تا يفهم تا يحس تا يزوق، ما في فايدة، لا واللي بجلطك لمّا يصير على سَواك بفتح الزامور على طوله منعون والدين.

– بدها طولة بال يا سالم، بدها طولة بال.

– أي طولة بال يا ابو محمد، يا زلمه الحكومة مدّدت مشان الناس تشتري اشيائها الأساسية، لكن لمّا تفوت السوق بتطلع من دينك، طوابير الناس ع المخابز على مد عينك والنظر، بتحس فيه بالبلد مجاعة، محلات الحلويات نفس الشي، المحامص مثلها، المولات ما فيها محط رِجل، كل إشي عليه أزمة، لا والأدهى والأمَر كمامات انسى، وقفازات سلامتك.

– مهو الناس يا سالم مش مأمنة للحكومة، مشان هيك بدها تحتاط لأيام الحظر على مونتها.

– يا زلمة واحدهم بشتري لشهر مش لثلت أيام، شو دخل الحكومة، انتو كلشي بترموه ع الحكومة؟؟

– دخلك شو الداعي لثلث أيام حظر؟؟ ما دام الحكومة ما بدها تَدَافُع ولا اختلاط ليش فتحت الأسواق؟؟ وما دام سكّروا المساجد ليش فتحوا المولات؟؟ ما هم يا سالم عارفين شعبنا لما يقولوا في حظر بشتروا الأخضر واليابس، وعارفين كمان إنه لمّا يحكوا حظر ما بظل واحد بالبيت، الكل بدّه يطلع كأنه بحبس وماخذ إفراج مؤقت، بده يشبع من كلشي.

– شفت يا ابو محمد ؟؟ يعني المشكلة بالمواطن مش بالحكومة.

– لا يا حبيبي، سلوكيات المواطن بتحكمها إجراءات الحكومة.

– ما علينا، نرجع لموضوعنا، يا زلمه بعيني هاي شفت واحد طلّق مرته امبارح بمحل الملابس.

– اوف اوف، ليش؟؟

– اسمِعِتها بتقولّه بدها تشتري طقم ثاني، وهو بحكيلها ما ظل معه غير عيدية البنات، هي تحكيله حظر وما في عيد، وهو يحكيلها خواتي ما بطلع بايدي ما أعايدهن.

– طيّب، أعطيني الخلُاصة يا سالم.

– المهم هو يقنع فيها وهي راسها وألف سيف إلا تشتري الطقم الثاني، هو يترجّاها توطّي صوتها، وهي تردح وتزيد، ولمّا حس الزلمه إنه انفضح قدّام الناس رمى عليها يمين الطلاق ومشى.

– يا ألطاف الله، بس بتعرف يعني معه حق، هي ليش تضغطه وتحرجه؟

– المشكلة المحل مليان، الناس فوق بعضها، ولمّا طلّقها رجعت دبّت مناحة والنسوان يهدّن فيها.

– الناس مضغوطة يا سالم وبدها تنفّس عن حالها.

– بس مش هيك يا ابو محمد، بتصدق فوتت السوق الساعة عشرة طلعت منه ع الوحدة الصبح؟؟ الناس انهبلت، انجنّت، وكلّه طالع يتفرّج على كلّه، وكلّه ملزّق بكله، الحكومة قالت تباعد اجتماعي، والسوق كلّه تلاصق اجتماعي.

– لو الناس مرتبة أولوياتها ما بصير هيك، ولو صاحب الحاجة الثانوية ترك المجال لصاحب الحاجة الأساسية ما بصير هيك، ولو الحكومة ما أعطت مهلة ما بصير هيك، المهم هسّه يا سالم، كل هالوقت اللي ضيّعته بالسوق لشو دَخْلك؟؟ شو الاشي المهم اللي خلّاك تطلع بهالازمة؟؟ وحضرتك اللي نازل تنتقد بالناس كنت لابس قفازات وكمامات؟؟

– الصراحة لا والله، بس طلعت لأنه المرَة طلبت كيلو حلو، وقلت لحالي أمر ع السوق اتسلّى.
#بعدين_مع_سالم