يوميات سالم ح 28 / أكرم الزعبي

يوميات سالم
ج ٣ – ح ٢٨
أكرم الزعبي
ـــــــــ ـــــــــ
(قصة حقيقية حدثت على جزيرة في المحيط الهادي سنة ١٤٤٣ قبل الحظر).
– يا زلمة لمين بتشوي؟؟ الدخان خنقنا (قال سالم لشقيقه مسعود الذي يسكن معه في نفس البناية).
– والله يخوي هاي طلبية لزباين وصّوني عليها.
– طلبية؟؟ كأنّك ما بتعرف إنه الحكومة أعلنت حظر التجوّل ومَنْعَت شغل المطاعم؟؟
– لا والله بعرف يخوي، بس الحكومة منعت المطاعم تفتح وما منعت الشغل من البيت، وانا زلمه إذا ما اشتغلت بموت من الجوع، بعدين أنا بشوي والناس هي اللي بتيجي توخذ الأكل مشان احمي حالي، يعني شغلي قانوني.
– ايواااا (يقول سالم) طيّب النّاس كيف عرفت إنك بتشتغل من البيت؟؟
– ابني نزّل إعلان ع الفيس بوك، وهيّاتنا بنترزّق، يعني طلبيتين ثلاث باليوم يا دوب مربحهن خمس ليرات بس مسلكاتنا بهالحظر.
– الله يرزقك يا مسعود ويفتح عليك من أوسع ابوابه.
– تسلم يا سالم، تسلم يخوي.
………………….

في الصباح التالي تحضر دورية العسس إلى بيت مسعود وتقوم بوضعه أربعة ساعات في النَظَارة قبل تحويله إلى والي المنطقة، في النظارة عشرة أشخاص يتم تحويلهم إلى القاضي بتهمة خرق حظر التجول، مسعود الآن وحيدًا في النظارة، يسأل مدير العسس عن وضعه فلا يلتفت إليه، يسأل عن جريمته ولا مجيب، يتصّل بشقيقه سالم الذي تربطه علاقة طيّبة بالوالي ومدير العسس من أجل إنقاذه من ورطته:

– الحقني يا سالم، العسس اخذوني للوالي ومش عارف شو تهمتي.
– بسيطة بسيطة يا مسعود، الآن بحكي معهم وبرجعلك.
بعد ساعة يتصّل سالم بمسعود :
– شغلتك سهلة يخوي، في ابن حرام شاكي عليك لأنك بتشتغل من البيت، الوالي كان بدّه يحبسك بس مشاني اكتفى بكفالة وتعهد، بتوقّع عليهن وبترّوح إن شاء الله.
يتم أخذ مسعود مُقيّدًا إلى الوالي، في مجلس الوالي كان مدير العسس بانتظاره :
………………….

مدير العسس للوالي : سيدي هذا مسكناه بشوي لحمة وببيع للناس من بيته.
الوالي لمسعود : انت بتتحدّى الحكومة وَلَه؟؟
– أبدًا والله يا سيدي، الحكومة على راسي من فوق.
– انت كيف بتخلّي ابنك ينزّل إعلان ع الفيس بوك إنّك بتعمل طلبيات من البيت؟؟ انت ما بتعرف إنه ممنوع؟؟
– لا والله يا سيدي، بس ابني شاف هالناس بتعلن وعمل مثلهم.
– انت ما دَخلَك بالناس، خلّيك بحالك، إذا بتعيدها بحبسك، فاهم؟؟
– فاهم يا سيدي فاهم.
– يلّا كرمال سالم خلّوه يوقّع على تعهد عند رئيس الديوان وينقلع.
……………………

يأخذ أحد العسس الذين على الباب مسعود إلى رئيس الديوان للتوقيع على تعهد بعدم العمل من البيت ونشر أي إعلانات على الفيس بوك :
رئيس الديوان : وقّع هون يا مسعود.
– حاضر يا سيدي.
يوقّع مسعود على ورقة من دون أن يعرف مضمونها ثم يقول :
– سيدي طيّب ما كل الناس بتعلِن وبتشتغل من بيوتها، اشمعنى أنا دونًا عنهم اللي انحبست و وقّعت على ورقة تعهد؟؟
– بصراحة يا مسعود وسر بيناتنا؟؟
– بوعدك يا سيدي، علي الطلاق ما بجيب سيرة لمخلوق.
– كل الناس بتعلن وبتشتغل مثل ما انت حكيت، بس انت اجت عليك إخبارية وموصّى عليك عند المدير والوالي.
– مين اللي شكى علي يا سيدي.
يضحك كبير الموظفين وهو يقول :
– لو حكيتلك ما بتصدّق.
– بصدّق يا سيدي بصدّق، بس لا تحكيلي جاري هوشان لأنه الوحيد اللي بشوفني اشوي، والله إنه جار الرضا.
– لا مش هوشان، ولا حتى اي واحد من زباينك.
– حيّرتني يا سيدي، ما ظل حد ممكن يشكي علي.
– امبلا ،في واحد.
– مين يا سيدي؟؟
– أخوك سالم اللي شكى عليك.
– سالم ؟؟؟؟؟؟؟
#بعدين_مع_سالم