تحوّلات “ضبعية” / احمد حسن الزعبي

تحوّلات “ضبعية”

احمد حسن الزعبي

تقول الأسطورة الشعبية حول الضباع ، أن الضبع لا يصطاد فريسته وبالذات فريسته البشرية الا بالحيلة، حيث يبول الضبع على ذيله و “يوزّزززززع” حتى يطال البول عينيّ الرجل فــ”ينضبع” تماماً ويسير خلف الضبع مأسوراً وهو ينادي “يابا.. يابا”..ويمشي الضبع بالفريسة حيث يريد فإن دخل الرجل مغارة الضبع أكله الأخير، وإذا ارتطم رأس الرجل بحافة المغارة “الحِنت” وسال دمّه ـ يفيق من “الإنضباع” ويعود اليه عقله ويفلت من آكله بأعجوبة..ومن هنا ذهب المثل الشهير: فلان “طخّه الحنِت” أي أنه استيقظ من غفلته وضياعه…
وتقول الأسطورة الشعبية حول الضباع أيضاَ ، اذا أردت أن تنجو من الضبع “اشلح له زقّ”..فالضبع يخاف من الزلمة “الزقّ” ويهرب بعيداً..واذا صحّت هذه الرواية فإن الضبع حتماً شخصية “هاملة”. ما الفرق بين الرجل المحتشم والرجل “الزق” أنت بدّك توكل لحم ولا توكل “ماركات أواعي”..على أي حال في كل الحكايات التي كانت تروى في الشتوية عن الضباع وحيل الضباع وأوكار الضباع .. لم يذكر المتحدّثون اسم رجل واحد أكله الضبع..أو اسم رجل واحد “طخّه الحنت” حتى يروي لنا ما جرى..أو حتى اسم رجل واحد “شلح زق” وما الذي أرعب الضبع بالمشهد!..
ما أريد قوله في المحصّلة:لقد جرت تحوّلات “ضبعية” بين طباع الضبع البرّي والضبع السياسي في الآونة الأخيرة …الضبع الطبيعي كان يبول على ذيله ليحتال على فريسته ويجرّه الى المغارة ويأكله منفرداً، واذا “شلح الزلمة زق” كان يهرب…
الضبع السياسي..يحتال على فريسته بالضحكة الناعمة والكلمات الوطنية والخوف عليه فــ”يضبعه” ويمشي خلفه المواطن حيث يشاء، واذا ما شلح المواطن زقّ حتى بيتعد عنه الضبع السياسي..اقترب الأخير منه أكثر ولزّ عليه عدم المؤاخذة …واذا عاد المواطن كما ولدته أمه بسبب الضرائب والاقتطاعات أكله الضبع السياسي “مقشّّراً” ، ثم في آخر القصة يبول عليه ويمضي..
بمعنى ..الضبع البرّي كان يبول عليك ليأكلك…الضبع السياسي يأكلك ثم يبول عليك…
وغطيني يا كرمة العلي..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com