التعليم والأنماط السلوكية الاجتماعية في شهر رمضان / بقلم سميرة الطويل مديرة مدرسة الرفيد الاساسية المختلطة
كنانة نيوز – استقبلت الأسرة الأردنية قبل أيام معدودة شهر رمضان المبارك شهر الفتوحات والانتصارات بكل لهفة وشوق ومحبة والذي تزامن مع العام الدراسي 2019/2020 و التعليم عن بعد , في ظل هذه الظروف الاستثنائية الصعبة ” جائحة كورونا ” التي يمر بها وطننا الحبيب كباقي دول العالم , و شهر رمضان في كل عام يعمل على أحداث تغيير في الحياة الاعتيادية للطلاب والأسرة الأردنية على العموم نتيجة الأنماط السلوكية الاجتماعية السائدة منذ سنوات طويلة , وبعض هذه الانماط تؤثر بشكل سلبي ومباشر على حياة الطلبة من جوانب عديدة وأهمها عدم الالتزام بأوقات الدراسة و اللامبالاة في فهم واستيعاب الدروس بالشكل الأمثل وعدم القيام بالواجبات الدراسية المطلوبة والمطالعة الذاتية وغيرها من الأمور بحجة الصيام والسهر ليلا لساعات طويلة والنوم صباحا لأوقات متأخرة واستغلال الوقت المتبقي من اليوم باللعب على الاجهزة اللوحية ومشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة بحجة التغلب على الوقت لحين اذان المغرب .
شهر رمضان لا يعفينا من التعليم و التعلم وإلا فإننا سنخسر الكثير وعلى راسها النظام والالتزام في التعليم والبناء السليم للمعلومة , ومع هذا وذاك فإن هناك العديد من الأسر الأردنية تدرك خطورة هذه الأنماط السلوكية وتعمل جاهدة على تنظيم أوقات دراسة أبنائهم وتعويدهم على تنظيم الوقت واستغلاله بالشكل الأمثل والابتعاد عن السهر لساعات طويلة أمام شاشات التلفاز والإدمان على متابعة المسلسلات الرمضانية التي تتسابق عليها الفضائيات والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية بالإضافة الى عدم السماح لهم بالخروج من المنزل لقضاء الوقت في الشوارع مع اقاربهم من أبناء الحي أو المنطقة .
الآباء والأمهات لهم دور كبير جدا بمتابعة أبنائهم بالتعليم كجهة إشرافية مباشرة وعدم الالتزام معهم بذريعة الصوم في شهر رمضان الفضيل وعدم التفرغ وانشغال الامهات في المطبخ ، سيؤدي إلى تراجع الأبناء بشكل كبير في العملية التعليمية , لأن الآباء والأمهات في هذه المرحلة المتمثلة بالتعليم عن بعد هم بمثابة العمود الفقري في جسم الانسان , ورمضان فرصة للجد والاجتهاد ويجب تحفيز الأبناء وحثهم على التعلم بنشاط أكثر وحيوية أكبر لأن عدم متابعة التعليم عن بعد يؤدي الى حالة من عدم المسؤولية واللامبالاة .
إن الحوار بين الآباء والأمهات مع أبنائهم الطلبة في شهر رمضان ضروري أكثر من أي وقت , وهم القدوة الحسنة لأبنائهم , والتركيز في الحوار يجب أن يصب في العديد من الامور وأهمها الممارسات الدراسية و الرياضية والتغذية الصحية , والالتزام بالأفعال من حيث التطبيق العملي لكل ما يصدر من الآباء والأمهات ضروري جدا حيث أنه سيسهم بشكل كبير جدا في إنجاح هذه المرحلة .
إن عدم الالتزام في متابعة الدروس عبر المنصات التعليمية عن بعد في الأوقات المحددة والمناسبة سيوثر كثيرا على عملية البناء في التعليم وسيكون هناك فجوة مستقبلية يصعب معالجتها وخلق بلبلة في نظام التعليم مما سيجعل الزملاء في الميدان التربوي غير قادرين على تمرير المعلومة بالشكل المناسب طالما أن عددا غير ملتزم بالتفاعل والمتابعة , حيث يقع على عاتق كافة الزملاء والزميلات في هذه المرحلة مراقبة الحضور والغياب من خلال التفاعل مع المنصات التعليمية ,فشهر رمضان ليس رخصة للغياب وليس شهرا للسهر ليلا والنوم صباحا .
إن ثقافة الالتزام بالتعليم عن بعد في الأوقات المناسبة والمحددة للطلاب ضمن برنامج زمني يومي يجب أن يوضع على سلم أولويات الاسرة الاردنية من أجل إنجاح هذه المرحلة في التعليم عن بعد والبناء السليم للمعلومة , وكذلك إن التوعية والتثقيف المستمر حول أهمية شهر رمضان في العبادة والقيام بالواجبات المطلوبة من كل طالب له دور كبير في الاستمرار في إنجاح المرحلة , والأسرة بكافة أفرادها يجب أن تكون عونا لهم لا عليهم .
و الجهود التي تبذلها الأسرة التربوية في الأردن خلال هذه الأزمة هي محط احترام و تقدير من قبل الجميع ، وهو أمر ليس بغريب عليهم وهم الجنود الذين واجهوا الوباء بجد وعزم من دون كلل أو ملل بهدف انجاح هذه المرحلة في هذه الظروف الاستثنائية . حمى الله الوطن وقائد الوطن ومتعه بموفور الصحة والعافية إنه سميع مجيب