هايجين
بقلم مصطفى الشبول
من أجمل الرسائل التي كُتبت هي تلك الرسالة التي كتبها الأديب والكاتب سعيد تقي الدين لأخيه السياسي بهيج بعدما أصبح وزيراً… حيث كتب : تحياتي يا اخي بهيج، لقد علمت أنك أصبحت وزيراً في حكومة لبنان الذي نحب ، ولقد عادت بي الذكرى الى أيام طفولتنا الأولى ، عندما كنا نتسابق مساءً بعد العشاء لننام في فرشة والدنا المرحوم وكان يشم رائحة أيدينا إذا كانت نظيفة بعد الأكل ومغسولة يُقبّلها ويرضى أن ننام معه، وهو اليوم مدفوناً ويرقد تحت السنديانة في قبره ، وبعد عمر سنكون نحن هناك أيضاً وقد يشم رائحة أيدينا إذا كانت نظيفة … فحافظ على نظافتها ، ومبروك لك الوزارة .. أخوك سعيد تقي الدين …
فما أحوجنا لمثل هذه الرسائل لتصل الى بعض الغافلين سواء كان على كرسي المسؤولية أو ينوي الترشح له أو حتى بدونه …
فقد كثر الكلام على اصحاب المبادرات الخيرية والفزعات الإنسانية الذين يخرجون بفكرة ما من أجل مساعدة فقراء البلدة ومحتاجيها ،كالتي تنادي برغيف خبز لبيتك ورغيف لجارك الفقير ، او نصف دينار من جيبك الى جيب فقير حارتك وهكذا … فمثلاً عندما يطرح الفكرة شخص ما سرعان ما تُسلط أسهم الإتهام نحوه وتكثر الاقاويل عليه مثل ( هذا صاير يشتغل هالشغله قديش كان يسرق زيتون بالزمانات ، وقبل ما يلم للفقراء خليه يسد المصاري اللي عليه ، ويروح يصلح أمه اللي صار له سنة ما فات عليها من ورا مرته .ومن هذا الكلام الفارغ..) فالأجدر بنا ان نشجع مثل هكذا اعمال كونها تصب في مصلحة الفقراء بغض النظر عن من هو صاحب الفكرة ومن خرج بها وما هي سيرته الذاتية ، وماذا كان سابقاً وماذا ينوي ويقصد من وراء هذا العمل وماذا سيجني … وأولى بنا أن نسارع لتنظيف وتطهير قلوبنا و ألسنتنا قبل تنظيف وتلميع أجسامنا…