الإعلام الصهيوني والإعلام العربي ( الفيديوهات ) محمد عارف مشّة

الإعلام الصهيوني والإعلام العربي ( الفيديوهات ) محمد عارف مشّة

 لم يعد خفيا أهمية الإعلام والتواصل بين الشعوب وتبادل الثقافات الحيّة ، بوسائل مختلفة ، كانت ولا زالت هي الوسيلة التي قد تبث السلام وقد تبث الحروب بين الشعوب . من هذه الوسائل هي الفيديوهات التي بدأت تعلن حالة الحرب المكافئة للحرب العسكرية ، وما تنتجه من دمار يفوق دمار الأسلحة ، إذ تعمل الفيديوهات كحرب نفسية بتدمير العدو من الداخل وتدمير الإنسان نفسيا واقتصاديا وتفقده الانتماء لتراثه ووطنه وقضاياه ، بل حياته كاملة . المتأمل قليلا في إعلامنا العربي مقارنة بالإعلام الصهيوني ، يجد إعلامنا إعلاما مقصرا في جوانب كثيرة ، حيث يحمل إعلامنا في مجمله ثقافة الصراخ والعويل والسب واللعن للعدو ، ولا يحمل اعلامنا العربي رسالة توعوية تعمل على توعية شبابنا العربي ، والعمل على إقناع الآخرين بعدالة قضايانا ، متناسيا إعلامنا العربي وأقصد الإعلام الرسمي ممثلا بوازرة الإعلام بقصد أو بلا قصد أهمية الفيديوهات على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر شريحة اجتماعية عالميا والوصول لهم بعدالة قضايانا المصيرية كرأي عام ، فالعالم الغربي في غالبيته ينظر للعالم العربي بنظة فوقية والسبب هو تقصير إعلامنا الرسمي وغير الرسمي بوضوح صورة الانسان العربي ليس كمدافع عن التهم التي ألصقت به وتوضيح عكسها ، بل العمل أيضا على أن نقدم أنفسنا كبشر نستحق كرامتنا كبشر نعيش على كوكب واحد ، وتواصل لغة الحوار . الإعلام الصهيوني استطاع تسويق كذبته الديموقراطية وأحقيته في فلسطين ، وبأننا كشعوب عربية شعوب متوحشة ، قبلية ، يقتل بعضنا بعضا ، وبالتالي لا نستحق كأمة عربية السلام والاستقرار والتطور . هذه الصورة القبيحة للعربي وصلت لدول العالم وشعوبها من خلال الإعلام الصهيوني والفيديوهات التي بدأت تنتشر على صفحات التواصل والمواقع تروج لصفقة القرن كهبة تنازل بها الكيان عن حقوقه للشعب الفلسطيني ، وأخذت هذه الفيديوهات عدة مناحي منها : تصوير العربي الهمجي وهم يشفقون عليه ، الإنسان العربي مجرم بطبعه عاشق للدماء لا يستحق السلام كما يحدث من حروب في اليمن وليبيا وغيرها ، تحويل مفهوم الصراع من الصراع مع كيان صهيوني يحتل أرضا ويطرد شعبا ، إلى كيان ديموقراطي يمنح هذه الشعوب الاستقلال والأمن والأمان من خلال صفقة القرن ، لكن العرب يرفضونها ، عرض فيديوهات الحضارة والتقدم والرقي في الكيان المحتل وبالمقابل عرض تمزقاتنا وحروبنا ، وأخير استغلال بعص المتصهينين من الشباب العربي  ليشهدوا للعدو بحضارتهم وحقهم في فلسطين وبأن لا حق للعرب والفلسطينيين كمسلمين ومسيحين حق في القدس وفلسطين . السؤال الذي يعج في الذاكرة كثيرا متى ينتبه السياسيون والمثقفون ووزارة الاعلام والثقافة العربية للوصول إلى قناعة أن للفيديوهات على اليوتيوب ووسائل التواصل هي سلاح حرب نفسية غير مكلفة ماديا للحكومات والأشخاص العاديين وغيرهم ، للاهتمام بهذا في جانب في غاية الأهمية ؟