لماذا لم يلجأ الإسرائيليون للشرعية والقانون الدولي ؟ / بقلم محمد عارف مشّة
لا أحد ينكر القوة العسكرية لدى الكيان الصهيوني المحتل , وقدرته على ضم مايريد من الأراضي الفلسطينية والعربية ، دون أن يردعه أحد في ظل التمزق العربي ، والانشغال العالمي أو التشاغل العالمي لما يجري في فلسطين المحتلة ، وتحول أنظار غالبية دول العالم لمصالحهم الاقتصادية وهوس الهيمنة على مصادر النفط العربي .
هل يريد الكيان الصهيوني الظهور بالحمل الوديع وبعدم عدوانيتهم ، فلماذا لم يلجأ الكيان لاستصدار قرارات جديدة من هيئة الأمم المتحدة بمعاونة أصدقائها بالتصويت لصالح ضم الأراضي الفلسطينية وكل ما حصل عليه الكيان من خلال مبادرة ترامب ؟ هل الكيان عاجز فعلا عن استصدار كل القرارات أو بعضها لتحقيق أهداف الكيان المنشودة ولماذا لجأ نتن ياهو إلى ترامب ؟ .
قضية الأصوات الانتخابية والفوز لترمب ونتن ياهو ليست عصب المشكلة ، فالدولتان كما يزعمان دولتا مؤسسات فسواء فاز النتن ياهو أو لم يفز فسياسة الكيان واحدة وإن اختلفت المسميات والأسلوب فالهدف واحد . وقضية محاكمة الزعيمين والتخلص من التهم الموجهة لهما لن يلحقا أذى أو سلاما لهما .
المشاهد لمؤتمر إعلان صفقة القرت وتابع مشاهد الكميرات التلفزيونية كسيناريو لاحظ حجم الرعب الفردي بين ترمب ونتن ياهو بتكرار المصافحة والتصفيق بارتباك ولكل مفصل من مفاصل المشاهد المسرحية التي عرضت كان ترمب ينظر للنتن ياهو وكأنه يطلب الإذن منه أو يطلب تأكيد موافقته على ما يقول ، وتناوب ترمب ونتن ياهو نفس الدور المسرحي الذي يقترب من الدور التهريجي لكومبارس فاشل .
باختصار ما تم عرضه بالأمس كانت مسرحية استعراضية مليئة بالتناقضات العقلية والمنطقية ، فاستخدام النتن وترمب المصطلح الديني وما جاء في الانجيل والتوراة ما هو إلا ترهات وما استشهدا به من التوراة والانجيل لا علاقة له بالقانون والتشريع الدولي ، وما خطة ما عرف بصفقة القرن ماهي الا اعلان بداية حرب عالمية دينية يتمحور حولها يهود ومسيحيو الغرب ضد الشرق العربي ، وبالتالي التمحور نحو عقيدة دينية أكبر من الحروب الصليبية السابقة وإظهار أو استعراض انتصارهم على الدين الاسلامي الذي ما فتأوا يطلقون عليه مصطلح الارهاب وداعش وغيرها من مسميات ألصقت بالإسلام .
ترمب والنتن يعلمان أن ما أعلناه في المؤتمر أثبت فشلهما في التمثيل المسرحي وسيظلان يلعبان دور الكومبارس في التاريخ مهما سلطت عليهما الأضواء ، ويعلمان أكثر أن ما قاما به من استعراض فهو فاشل وصفقتهما فاشلة ، وأن اعتمادها على الحقائق الواقعية الان بقدرة وتفوق الكيان الصهيوني العسكري وضعف الأمة العربية لن يحقق لهما شيئا ، فالتاريخ في فلسطين وفلسطين بقيت وستظل فلسطين .
في المفال القادم غدا إن شاء الله ( لماذا الأربع سنوات هل هي السنوات العجاف ؟)