نحنُ شعب ولسنا قبائل !!/ المهندس سليم البطاينة
نحنُ شعب ولسنا قبائل !!
المهندس سليم البطاينة
بعتقادي أن لا أحد منا يملكُ الحقيقة الكاملة والمطلقة لما يجري وما جرى وسيجري لاحقاً ؟ فقد ضاع من عمر الاْردن سنوات ليست بالقليلة اتسمت بحقبة مرعبة من الشك و الريبة و الفساد ، فنحن شعباً ولسنا قبائل كما يصفنا البعض ، ونحن أصحاب هذه الارض ولسنا ضيوف أو رعايا !! فنحن المُلاك ولسنا مقيمين بعقود ايجار ، ونُدرك جيداً ماذا يُحاك في الظلام ، حيث يسعى البعض لتفتيت مكونات البلاد ، فنحن شعبا راسخ الوجدان !! فهكذا كنا وسوف نبقى !! فقد آن الأوان لوقف الكذب والخداع !!! فأستقرار الوطن لا يتحقق إلا برضاء ابنائه وبناته بأطمئنانهم عن مستقبلهم
فالاردنيين بكافة فئاتهم وأطيافهم قلقون من مؤمرات تُحاك في الظلام ضدهم ، وصفقات تبرم في وضح النهار ، مما يدفعهم إلى فقدان الأمل والوقوع في حفر اليأس ، فمن يُمعن النظر جيداً هذه الأيام يُدرك حقيقة أن ما يشغلنا جميعا هو ركوب قارب النجاة للوصول إلى بر الأمان ، فالاردن اليوم بحاجة عقلاء يزنون الأمور بميزان الحكمة والعدل ، فليس من الحكمة ان يظلم الاردنيون !! وان يختطف الوطن و تدهسهم الديموغرافيا القادمة وليس من الصواب ان يُترك للفاسدين وللبرامكة
فلكل منا طريقته الخاصة في التعبير عن حبه لوطنه ، فلا أحد يملك وصفة معينة أو طريقة محددة في حبه لوطنه !!! فأحياناً اشعر بالقلق وتنتابني حالة غريبة حين استمع من البعض عن حال البلاد حين اسمع كلمة وعبارة مرعبة وهي الموقف خطير ولا نعرف إلى أين نحن متجهون ؟
فاليوم نحن بحاجة ماسة لإرساء مفهوم جديد لمفهوم الشعب ، فالبعض يحاول إرجاعنا إلى قبائل كما كنا قبل مائة عام !! فكل ذلك يستدعي مننا وقفة تأمل لتفكيك ذلك المفهوم الغامض والذي وراءه أشياء لم نعرفها بعد ، فالاردنيين منذُ مئات السنين يعشون داخل رقعة جغرافية تحددت بظروف التاريخ ، فهناك على ما يبدو أحاجي والغاز بشأن الهوية ؟ فالإنسان يرتبط وجوده بشيئين هما المكان والزمان
فالحراك السياسي الداخلي بات مشلولًا ومسدود الافق ، ولم تعد تنطلي علينا الحيل الساذجة !! فنحن شعباً لنا ثقافة وحياة اقتصادية وسياسية منذ مئات السنين ولنا حاضر وماضي، فلنترك الاتكال على الآخرين ونُغادر أحلامنا وآمالنا ونتعامل مع واقعنا الذي نعيشه ، وان لا نتزاحف على آمال ووعود لا ندري متى ستتحق ؟ فبعض الآمال قد تكون حاملة فيها الدمار لنا ولوطننا !! فلا ننسى أن الجوع والظلم كفر ومهما كانت الوعود ومهما كانت الخطط والحزم والبرامج ؟ فكلها ستختفي امام غضب الجوع وغياب العدالة الاجتماعية !! فمعناة الشعب هي من فعل فاعل فلنعترف بذلك ؟