سوء التوظيف على مستوى الدولة /موسى العدوان

سوء التوظيف على مستوى الدولة
موسى العدوان

المشير عبد الحكيم عامر صديق جمال عبد الناصر وحاصل على وسام بطل الاتحاد السوفيتي. تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الحربية، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في آن واحد، خلال الفترة الممتدة من ٧ نيسان ١٩٥٤ إلى ١٩ حزيران ١٩٦٧.

في أواسط الستينات وقبل حرب حزيران، زار مصر إحد الشخصيات العالمية – ولا أذكر اسمه حاليا – وعين محمد حسنين هيكل مرافقا له.

كان ضمن برنامج زيارة الضيف، زيارة لوزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر في مكتبه. بعد انتهاء الزيارة وفي الطريق خلال عودته إلى مقر إقامته، سأل الضيف مرافقه هيكل وهو مستاء مما دار في المقابلة :

هل يعقل أن هذا المشير يشغل ثلاثة وظائف هامة في دولة مصر العظيمة، وأسمع منه مثل هذا الحديث ؟ فأجابه هيكل: ماذا تتوقع من ضابط برتب رائد يرفع إلى رتبة مشير دفعة واحدة بحكم الصداقة، متجاوزا كل الأعراف والتقاليد العسكرية.

١. قد يخطئ المسؤول على

المستويات الدنيا في قراره، فتكون تبعات ذلك الخطأ محدودة على المتأثرين به. ولكن عندما يخطئ رأس الدولة في قراره، فأن تبعات ذلك الخطأ ينعكس على الوطن بكامله، وقد يتعداه إلى مستوى الأمة التي ينتمي إليها.

٢. وهذا ما حصل مع الرئيس عبد الناصر، عندما عين المشير عامر، في مناصب أكبر مما يستحق، ولكنه فشل في إعداد القوات المسلحة المصرية، والقوات التي وضعت تحت إمرته للقتال، ومواجهة العدو الإسرائيلي.

ونتيجة لذلك خسرنا الحرب وضاعت الأرض، ووقعت النتائج المأساوية على الأمة العربية، التي لا زلنا نعاني من آثارها إلى اليوم، وكانت أيضا نهاية لحياة المشير.

٣. ورغم هذا الدرس القاسي، فإننا ما زلنا نكرر الخطأ، في اختيار الرجل المناسب للموقع المناسب، أو لما يطلق عليه في اللغة الإنجليزية:
Three in one, for one.