رسالة غير مشفّرة /يوسف غيشان

رسالة غير مشفّرة
يوسف غيشان

وزير خارجية دولة ما، نشيط ومتحمس، بعث برسائل الى سفاراته وقنصلياته في جميع أصقاع الأرض، بأن يرسلوا للخارجية انطباعاتهم الشخصية عن شعب الدولة التي هم فيها، لا بل انه أرسل هذه الرسالة الى كل مواطن من دولته يعيش في دولة اخرى.
وقد وردت مئات الرسائل الى الخارجية، وقرأها الوزير شخصيا، لكنه توقف عند رسالة جاءت بدون عنوان ولا اسم، ولم يرد فيها اسم الدولة وقد أعجب السفير بشعب تلك الدولة، لكنه لم يستطع معرفتها.
تقول الرسالة:
(معالي وزير خارجيتنا الأكرم، انا اعيش في بلد العجائب والغرائب، التي قد لا تصدقها. هنا مثلا معدل دخل الموظف هو حوالي 300 دولار، لكنه يصرف 500، ولديه ثلاثة اولاد في الجامعات، أحدهما في جامعة خاصة، ويملك أربعة موبايلات وسيارتين. وكل مواطن هنا يدعي بأن أباه او جده أتيحت له فرصة شراء نصف أراضي العاصمة مقابل ما يعادل مئة دولار، لكنه رفض.
ومن عجائب هذه الدولة ان كثيرا من الذين يربحون جوائز البنوك تبدو صورهم في الصحف الإعلانية وكأنهم فقراء ممسوحين ع الآخر ويستحقون الجائزة، التي صنعت لهم، املا جديدا في الحياة …لكن لا أحد يدري من اين استطاع هذا الفقير الكحيان ان يفتح حسابا بنكيا.
الغريب العجيب هنا ان هناك 190 يوم عطلة في السنة مع ايام الجمعة والسبت، بالإضافة الى أكثر من 90 يوما يقضونها في الأفراح الليالي الملاح والطخ والزمر ولهد المناسف.
على ذكر الزمر، فالكل يزمر هنا …. على الاشارة، وهي مفتوحة او مغلقة، لا فرق، في الشارع…. عند المدارس والمستشفيات …. الكل يزمر بلا سبب.
والشعب يبيع، والذي يبيع يشتري، ومن يشتري يبيع …. طعة وقايمة يعني لأنك لن تعرف من الذي يبيع ومن الذي يشتري.
الغريب أيضا ان كثيرا ممن يتحدثون عن الماركسية هم اقل الناس ماركسية. وممن يتحدثون عن القومية هم اقل الناس قومية …. وممن يتحدثون عن الليبرالية هم ديكتاتوريون بحق وحقيق.
كما قلنا سابقا، أعجب وزير الخارجية بتلك الدولة، لكنه حتى الان لم يستطع ان يعرف عن اية دولة وأي شعب، لأن الرسالة جاءت بدون عنوان.
وأ نتم …. هل عرفتم عن اية جدولة واية شعب تتحدث الرسالة؟؟