اجهاض العملية الديمقراطية للمجالس البرلمانية الطلابية …. بقلم محمد محسن عبيدات
تهدف العملية الانتخابية للمجالس البرلمانية الطلابية في وزارة التربية والتعليم الى اعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية ، يمتلك القدرة على الاتصال الفعال والتخطيط وإدارة المواقف المختلفة ، وبناء شخصيتهم وفق اسلوب حضاري يقوم على النهج الديمقراطي السليم وتنمية الممارسات الديمقراطية ، وتعزيز روح الانتماء للوطن وروح الحوار وبناء ثقافة المناظرة وقيم التسامح والتعايش والمشاركة في تنمية وتطوير المجتمع والوطن من خلال العملية الديمقراطية .
شهدت معظم مديريات التربية والتعليم في المملكة انتخابات للمجالس البرلمانية الطلابية على مستوى المديريات بعد ان خاض الطلبة التجربة الديمقراطية على مستوى مدارسهم في وقت سابق وتم ترشيحهم للمنافسة في المجالس البرلمانية الطلابية على مستوى المديريات .
العملية الانتخابية الديمقراطية اجهضت بسبب الاجراءات التي تمت من قبل عدد كبير من المعلمين ومدراء المدارس في مختلف المديريات , حيث كان الاستعداد للعملية الانتخابية الديمقراطية قبل ايام بجمع الاصوات للطلبة المرشحين من خلال التواصل والتنسيق ما بين المدارس المجاورة وضمن الشبكة او خارجها ومن خلال العلاقات الاجتماعية والمعرفة والمصلحة المتبادلة بين المعلمين والمدارس ويتم ذلك من خلال توجيه الطلبة على الادلاء بأصواتهم لصالح شخص محدد .
الإجراءات التي تمت من قبل المعلمين والمدراء هي بالأساس مخالفة تماما للغاية والهدف الاسمى من الانتخابات البرلمانية والتي دعت اليه وزارة التربية والتعليم في وقت سابق رغم اتهامهم بالتقصير وتوجيه الانتقادات اللاذعة لهم من قبل عدد من التربويين واولياء امور الطلبة والاعلاميين بعدم التخطيط المسبق والسليم لتنفيذ العملية الديمقراطية في المديريات والاشراف عليها بشكل مباشر , معللين ذلك بعدة امور كان اهمها ضرورة توجيه المديريات قبل فترة زمنية لإيلاء العملية الانتخابية الديمقراطية الاهمية اللازمة والتوجيه السليم والمباشر لمدراء المدارس والمعلمين المشرفين على المجالس البرلمانية واللجان المشرفة على الانتخابات في المديريات بضرورة عدم التدخل بجمع الاصوات والتحشيد الميداني قبل الانتخابات لصالح مرشح المدرسة على حساب الغاية والهدف الاسمى من العلمية الانتخابية , بالوقت الذي كان من الواجب التربوي والديني والاخلاقي للمدراء والمعلمين رسم الصورة المشرقة للطلبة عن العملية الانتخابية وتشجيعهم على اختيار الافضل من خلال الاستماع لزملائهم المرشحين من مختلف المدارس عن قرب . وبالنسبة لهم تشجيعهم وتوجيههم على كتابة البيانات الانتخابية بما يلامس همومهم والتحديات والصعوبات التي تواجه مدارسهم حتى يتنسى لهم فهم العملية الديمقراطية على اكمل وجه وتطبيقها كسلوك يكون أنموذج لهم في الحياة .
ومن ضمن المطالبات ايضا ضرورة فتح المجال امام الطلبة المرشحين للمجالس البرلمانية على مستوى المديرية من اللقاءات المباشرة مع زملائهم في المدارس الاخرى قبل الانتخابات البرلمانية الطلابية بعدة ايام ضمن جلسات حوارية يتم الاعداد لها جيدا من قبل اللجنة المشرفة على الانتخابات في المديرية , حيث يتسنى للطلبة المرشحين تقديم انفسهم وبياناتهم الانتخابية بشكل ديمقراطي لزملائهم , و بهذه الحالة تتولد لديهم الفكرة الرئيسية عن كل مرشح ولديهم الفرصة للتفكير جديا وبتمعن لتحديد من هو الذي يستحق منحه الصوت بكل امانة ومصداقية , ويمثلهم افضل تمثيل في ايصال صوتهم وهمومهم الى اصحاب القرار .
فعندما يدرك الطالب ان العملية الانتخابية لا تسير بالشكل الصحيح ويعتمد تحصيل الاصوات على المعارف والعلاقات الشخصية وتبادل المصلحة , تبقى راسخة في ذهنه وتتحول الى سلوك مستقبلا ونهج ينهجه في مسيرته العلمية والعملية وتكون المخرجات سلبية على حساب الوطن والمواطن والفرصة مهيأة امام الطلبة الغير المؤهلين وليس لديهم المقدرة على الابداع و العطاء والانجاز , لذلك سوف يكون نتاج اعمالنا شباب لا يؤمنون بالديمقراطية والكفاءة والتميز والقيادة وستكون المحسوبية والواسطة لتحقيق اهدافهم وبرامجهم المستقبلية على حساب الوطن والمواطن .
اما الانتخابات الحالية والتي يحكمها الصوت الواحد لا تحقق الهدف المرجو من هذه العملية الديمقراطية لما للصوت الواحد من سلبيات كثيرة تحتاج الى مقال خاص للحديث عنها , ولكن نبقى ضمن الاجراءات التي ترافق الانتخابات البرلمانية التي اعدت من قبل المديريات وهي لا تتناسب واهمية الحدث , يسودها عدم الجدية بالتعامل مع الموضوع وغياب واضح لعدد كبير من المدارس للمشاركة بالانتخابات رغم ان الغياب لا يبرر في مثل هذه الفعاليات لان العمل هو مؤسسي وليس مقرون بشخص ما وهذا دليل واضح على اللامبالاة من قبل ادارات هذه المدارس , بالإضافة الى الفوضى التي تسود القاعات وعدم السيطرة على الطلبة ,بالإضافة الى المعلمين والمعلمات المشغولين بهواتفهم الذكية لتصفح الانترنت , والمتحدثين من الطلبة المرشحين لا يجدون اذانا صاغية من الطلبة زملائهم والمعلمين كذلك وكل يغني على ليلاه .