الشعارات للتطبيق وليست للتلميع والتراجع / راتب عبابنه

الشعارات للتطبيق وليست للتلميع والتراجع
راتب عبابنه

“المواطن يستحق أكثر” . “الأردن يستحق الأفضل”. “الوطن أكبر من الجميع”. “لا أحد فوق القانون”. “لا سقف لحرية الرأي”.

تلك جمل نسمعها كثيرا حتى بتنا نتوقعها على ألسنة المسؤولين كلما طل علينا أحدهم. جمل جميلة وشعارات ذات بريق جاذب ولا أحد يشك بجمالها.

لكن ما مدى وحجم ما يلمسه المواطن من واقع يتحقق على الأرض وينعكس على ما يمكن أن يجسر الهوة السحيقة بين المواطن والسلطة؟؟

المواطن ينتظر تطبيق هذه الشعارات البراقة التي هي بمثابة خطوط عريضة يدور بفلكها المواطن ويطمح ويطمع ويتمنى ويطالب أن تتحول الشعارات إلى تطبيق دون مواربة أو تحيز أو تمييز.

ما نلمسه هو وجود “حراك” سلطة لإشعار الناس بجدية الإستجابة التي يطالب بها الشعب. فنتفاجأ أن ما يتحقق يعادل “من الجمل إذنه” سواء بالحجم أو القيمة.

وتلك الشعارات لم تعد تأتي أكلها أمام التجارب المريرة والوعي المتزايد لدى الشعب. وبالتالي، عند عدم تطبيق وتحقيق مضامين هذه الشعارات والتي هي بمثابة وعود وتعهدات من السلطة، حق للشعب أن يحاسب حكومته ويذكرها بنتائج عدم التطبيق، مثلما على السلطة أن تقبل بشعارات الشعب المطالبة بتطبيق ما تردده السلطة نفسها من شعارات تحمل معنى الوعود.

إذا الإمكانيات والظروف لا تسمح بالتطبيق ويبقى الشعب منتظرا، فالأفضل عدم رمينا بشعارات لا نية لتطبيقها. وهنا تتجلى أهمية المكاشفة بالحقيقة والشفافية بما هو حق للمواطن أن يطلع على تفاصيله.