الإنسان الطّيْحة /كامل النصيرات

الإنسان الطّيْحة
كامل النصيرات

أشعر ويشعر معي الوطن أن الطنجرة ليست للطبيخ ؛ بل هي رأس بني آدم لا يستطيع أن يعيش بدون (لحوسة)..فلدينا الإنسان الطنجرة..!
أشعر ويشعر معي الوطن أن الكندرة ليست حذاء للمشي وليست بريستيجاً أمام الحُفاة ؛ بل هي أقدام بني آدم غارق بالدين و الضرائب وكلّما دق الجرس أو رنّ التلفون نظر إلى الكندرة كي يهرب..فلدينا الإنسان الكندرة..!
أشعر ويشعر معي الوطن أن الملابس الداخلية والخارجية ليستا من أجل حماية الجسد و استعراض جماليات (الجنان) الخِلْقة اللي تكب صحن الزيت وتلعن سنسفيل إللي خلّفوا أهلك..بل هي خرابة يستعملها العالون على الناس كبديل وقت فقدان الأصل ..لذلك لدينا الإنسان اللابس العاري..!
أشعر ويشعر معي الوطن ..أن لدينا قائمة طويلة من مسميات الإنسان ..الإنسان الحجر..الإنسان الاسفلت..الإنسان اللمبة..الإنسان الموز (نظرية دارون والقرد)..الإنسان الفرشة..الإنسان الحنفية..الإنسان الفاين..الإنسان الكاسة ..الإنسان الهشّك بشّك..وغيرهم وغيرهم..!
العجيب أن كل هذه الأصناف..تتجمع في إنسان واحد..الإنسان في أوطاننا متحوّل وبلا مقدمات..ينتقل من الإنسان الكاسة إلى الإنسان الكندرة بسرعة فائقة..ومن الموز إلى الحنفيّة..! وهكذا دواليك..! أبداً نحن بلا بريكات..هذا الإنسان يسكن في (الطيحة) ولا يمكن يستقر له حال ما دام صُنّاع الطيحة ما زالوا يحفرون في القاع عميقاً..!