زراعة الزيتون ودور وزارة الزراعة في الأردن حقائق وأرقام/د.محمد سعيد العوايشه

زراعة الزيتون ودور وزارة الزراعة في الأردن حقائق وأرقام

بقلم  الدكتور محمد سعيد العوايشه

شجرة الزيتون شجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة مواضع ، قال تعالى ” والتين والزيتون ” (التين،آية1) وقال تعالى ” الله نور السّماوات والأرض مَثَلُ نُورِه كَمِشكاة فيها مِصباح ،المِصباح في زُجاجة الزُجاجة كأنها كوكب دُرّي يُوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يُضيء ولو لم تمسسه نار ” (النور آية 35 )،ويقول صلى الله عليه وسلّم ” كلوا الزيت وادّهنوا به فإنه من شجرة مباركة ” (صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم 1852،صححه الألباني).
تقول الإحصائيات إن المساحة المزروعة بالزيتون في الأردن تقدر بمليون وثلاثمائة ألف دنم ،حيث تمثل 72% من كامل المساحة المزروعة بالأشجار ،كما تمثل 36% من كامل المساحة المزروعة من مختلف الزراعات في الأردن ،ويقدر عدد أشجار المغروسة حوالي 17 مليون شجرة زيتون تُنتج ما يسد حاجة الأردن من المادة الغذائية الإستراتيجية الأساسية من زيت الزيتون ويُصدَّر مابين 4 إلى 5 ألاف طن من الزيت ،ولقد تم استثمار أكثر من مليار دينار في هذه الزراعة ، التي يعيش عليها أكثر 120 ألف عائلة أردنية على أقل تقدير .
ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع أن 80% فقط من أشجار الزيتون مثمرة و20% منها أصبحت غير مثمر أو قليلة الإنتاج ، وهذا يعني أن هناك 3.4 مليون شجرة غير مثمرة وهذه أرقام مهولة وتشكل مضيعة للأرض والجهد والمال ،كما يوجد في الأردن 47 صنف من الزيتون منها 13 صنف محلي و 34 صنف غير محلي .
ما يُحسب لوزارة الزراعة هو وجود مشاتل حكومية يوثق بغراسها .ولكن ما يؤخذ عليها هو ما يلي :
1. وجود هذا العدد الكبير من أصناف الزيتون والذي تتراوح نسبة الزيت فيها من أقل 16% إلى حوالي 33% من وزن الثمر ،وهذا تفاوت ضخم ،والسؤال هو لماذا لا تحدد وزارة الزراعة 3 أو 4 أصناف من الزيتون البلدي أو غير البلدي والتي تحتوي على نسب عالية من الزيت سواء البلدي أم من غير البلدي، وصنف أو صنفين فقط لأغراض الكبيس (الرصيع) وبحيث تتناسب هذه الأصناف مع طبيعة التربة والمناخ .
فالمشكلة هنا أن الكثير من المزارعين تورّط بزراعة أصناف زيتون نبالي بأنواعه المختلفة والتي كمية إنتاجها من الزيت متدنية جدا وعدد سنوات إنتاجها قليلة ثم تبدأ بالتراجع حتى تتوقف عن الإثمار وتصيبها الكثير من الأمراض التي تقلل من إنتاجها ،وبذلك تم التفريط بمساحات كبيرة من الأرض وجهود بشرية كبيرة وتكاليف باهظة ، وبمردود قليل وأقل من نصف إنتاج نوعيات أخرى مثل الأشتال البلدية أو الإسبانية أو الإيطالية .فانتاج الزيتون النبالي لكيس (شوال) زيتون يزِن 50 كيلوغرام زيتون نبالي لا يزيد عن 8 كيلو زيت بينما نفس الكمية من النوع البلدي أو الإيطالي حوالي 16 كيلو من الزيت وهذا تفاوت كبير جدا .
2. لا تقوم وزارة الزراعة بالإشراف على المشاتل الخاصة والتي تُنتج كل أنواع الزيتون قليلة الإنتاج من الزيت ولا تقاوم الأمراض التي تفتك بأشجار الزيتون،وتسببت بتوريط الكثير الكثير من المزارعين فكبدتهم خسائر كبيرة جدا، في الإنتاج والمال والجهد وتوقف أشجارهم عن الإنتاج .
لما سبق أدعو وزارة الزراعة لما يلي:
1. تدارك الخلل بالإشراف على المشاتل الخاصة وإلزامها بإنتاج أنواع محددة وذات إنتاجية عالية من الزيت .
2. اعتماد عدد قليل من أصناف الزيتون وذات الإنتاجية العالية فقط.
3. تفعيل دور مديريات الزراعة بالإشراف الميداني على مزارع الزيتون وتقديم النصح والإرشاد فيما يتعلق بالأمراض والتقليم والنوعيات الجيدة من الزيتون وعلامات نضج الثمار وعدم القطف قبل نضوج الثمر .
4. تقديم النصح للمزارع باختيار الصنف المناسب للمناخ والتربة، والأوقات المناسبة والجدوى من الري التكميلي للزراعات البعلية والتي تبلغ 76% من المساحات المزروعة بالزيتون .